مجلة البعث الأسبوعية

بعد فشلها العسكري والسياسي.. واشنطن تطلق حرباً بيولوجية في سورية

“البعث الأسبوعية” سمر سامي السمارة

أشارت وسائل الإعلام العالمية والعديد من المنظمات الدولية إلى الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة في سورية, كما وجهت منظمة العفو الدولية اهتمام المجتمع الدولي بشكل متكرر إلى الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفائها، وأودت بحياة مئات المدنيين في المدن السورية. وأكدت تقارير لهذه المنظمات، أن القصف كان يتم بشكل عشوائي ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. ومع ذلك، حتى مع توقف الولايات المتحدة مؤخراً، عن شن هجمات عسكرية مماثلة التي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين في سورية، فإن جرائم واشنطن في سورية لم تتضاءل، إذ تواصل قوات الاحتلال الأمريكية الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير قانوني عمليات النهب للموارد السورية الغنية وتأمين الطرق التي تستخدمها في عمليات السرقة من خلال المعابر غير الشرعية، وإزالة الهيدروكربونات من المحافظات الشمالية الشرقية الغنية بالنفط، الأمر الذي يتسبب بخسائر فادحة للاقتصاد السوري ويؤثر سلباً على حياة السوريين. وهنا، لابد من الإشارة، إلى أن الاقتصاد السوري كان من بين أكثر اقتصاديات الدول النامية تنوعاً، حيث كان ينتج بين 75 إلى 85 بالمائة من أغذيته وأدويته وألبسته وأحذيته ويصدر الفائض منها إلى أكثر من 60 دولة حسب معطيات الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والمكتب المركزي السوري للإحصاء. وكان الإنتاج السوري من النفط بحدود 450 ألف برميل يومياً يزيد عن حاجة السوق المحلية ويصدر الفائض منه بنحو 150 ألف برميل يومياً. بدورها، قامت وسائل اعلام سورية بتقديم تقارير دورية إلى العالم عن شاحنات عسكرية تنقل القمح السوري إلى العراق عبر معبر “سيمالكا” الحدودي الذي يستخدمه جيش الاحتلال الأمريكي أيضا لسرقة الثروات السورية من حبوب ونفط وغيرها. ووفقا لبيانات وزارة الخارجية السورية، فإن “الجيش الأمريكي يواصل سرقة ونهب خيرات السوريين من مادتي النفط والحبوب بشكل يومي بالتواطؤ مع المجموعات الارهابية حيث بدأت قوات الاحتلال الأمريكي في 23 آذار الماضي بنقل قافلة من 300 شاحنة محملة بالنفط المسروق من الحقول السورية إلى الأراضي العراقية عبر معبر المحمودية غير الشرعي، وفي الأشهر الأخيرة كانت العشرات من قوافل النفط السوري المسروق تعبر الحدود إلى العراق. بالإضافة إلى ذلك، نقلت قوات الاحتلال الأمريكي، في نهاية شهر آذار فقط، 38 شاحنة محملة بالقمح السوري من مخازن الحبوب المسروقة في قرية تل علو بمحافظة الحسكة إلى الأراضي العراقية، وقبل ذلك بأسبوع نقلت 18 شاحنة أخرى حبوباً مسروقة من مخازن الحبوب عبر معبر “سيمالكا” في ظل أزمة الغذاء واسعة النطاق والكارثة الإنسانية التي سببتها الحرب على سورية.  مؤخراً اكتشفت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية طفيليات خطيرة في بذور القمح التي وزعتها الولايات المتحدة على الفلاحين في مناطق سيطرة الاحتلال الأمريكي وحلفاؤه، كجزء من “المساعدة الإنسانية” من خلال “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”، وعند فحص الحكومة السورية لعينات من بذور القمح التركية التي سلمتها “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” إلى مزارع بالقرب من القامشلي الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وحلفائها، قال مدير زراعة الحسكة المهندس سعيد حجي إن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في محافظة الحسكة أرسلت عينات من بذور القمح التي وزعتها”الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” إلى المعامل التابعة لوزارة الزراعة، والتي وجدت أن البذور غير صالحة للزراعة ولا تصلح حتى كعلف حيواني، وأوضح حجي أن نتائج التحاليل الزراعية للعينات التي تم إرسالها من البذور إلى دمشق أظهرت أن نسبة (النيماتودا) في البذور تصل إلى أكثر من 40%، وهي من المواد الخطيرة على الأراضي الزراعية وتشكّل وباء قد ينتشر إلى جميع الأراضي المحيطة بها، مشيراً إلى أن الإنتاج في الموسم الأول سيكون ضعيفاً جداً والتربة ستكون غير منتجة لمدة أربع مواسم متتالية. وحذّر ججي الفلاحين والمزارعين من استخدام البذور الزراعية التي وزعتها “هيئة “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” في المناطق الشمالية والشرقية من المحافظة، لأنها غير صالحة حتى للأعلاف. وقال مدير زراعة الحسكة: “إن هذه البذور ذات منشأ تركي تم توزيعها على الفلاحين والمزارعين بهدف تدمير الأمن الغذائي للسوريين، وهي ذات أضرار كبيرة على الأراضي الزراعية”، مطالباً جميع الفلاحين الذين استلموا هذه البذور بعدم زراعتها في أرضيهم وإتلافها فوراً. إن إرسال “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” لبذور القمح إلى دمشق ليس سوى محاولة لشن هجوم بيولوجي على سورية التي عانت بالفعل من العمليات العسكرية الأمريكية. وقد قال مسؤول الاستخبارات الأمريكية السابق “إدوارد سنودن” عبر رسالة مسجلة مسبقاً بالفيديو إن الولايات المتحدة دأبت منذ فترة طويلة على تسميم مواطني الدول تعارض سياساتها بأسلحة بيولوجية، وأشار على وجه الخصوص إلى أن أكثر من 80٪ من المنتجات والسلع والأسمدة والأدوية المستوردة من الولايات المتحدة إلى روسيا، على سبيل المثال، تشكل خطراً على سلامة المواطنين. وبحسب سنودن، تحتوي جميع المنتجات التي تأتي من الولايات المتحدة على نوع خاص من الطفيليات: “لطالما كان هناك بحث واسع النطاق في أمريكا حول الآثار المدمرة للطفيليات على جسم الإنسان، إذ تبين أنه من شبه المستحيل، الكشف عن وجود أنواع خاصة من الطفيليات في جسم المصاب.. هذه هي أخطر مادة بيولوجية، والغرض الأساسي منها هو حرفياً تدمير الجسم من الداخل! ” هذه هي الأنواع الدقيقة الخاصة، بمجرد دخولها جسم الإنسان، تنتقل خلال الجسم، وغالباً ما يتم اكتشاف تراكم الطفيليات في عضو بشري معين فقط بعد تشريح الجثة. ويشكل الكبد البشري أفضل بيئة للعيش وتكاثر هذه الطفيليات، ثم تأتي الأنسجة العضلية، ومقل العيون، وبالطبع الدماغ، الذي تصل إليه الطفيليات في غضون 10-12 عاماً، وهي درجة شديدة من العدوى لا يمكن لأي شخص أن يتعافى منها مرة أخرى، حيث يحدث تدمير الجسم ببطء، وليس لدى الشخص الوقت حتى للشعور به، فيلقى 9 من كل 10 حالات حتفهم. قال سنودن : “من غير المجدي محاربته، فالآلية المعنية قائمة بالفعل، حيث تتفهم الإدارة الأمريكية فشل أفعالها على الساحة السياسية، لذا فهي على استعداد لاستخدام أي وسيلة لإخضاع الدول التي تعارض سياساتها بأي طريقة كانت. الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تعيق بقوة إنشاء آلية لمراقبة تنفيذ اتفاقية عام 1972 بشأن حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتكسينية وتدميرها على المستوى الرسمي وغير الرسمي. وفقاً لبيان صدر مؤخراً عن التحالف الدولي لمواصلة القتال وإطلاق الحركة الدولية الجديدة، لحظر تطوير وانتشار الأسلحة البيولوجية، أُجبرت وزارة الدفاع الأمريكية على الاعتراف أنه في عام 2000، برنامجاً سرياً للمشروع 112 قد اختبر أسلحة بيولوجية في مصر،وليبيريا وكوريا الجنوبية واليابان. وكانت بورتوريكو وهاواي أيضاً مواقع اختبار. بعد ذلك، وسع الجيش الأمريكي العمل على تعديل وإنتاج واختبار أنواع جديدة من الأوبئة الفتاكة، وإنشاء أكثر من 1500 مختبر بيولوجي سري في جميع أنحاء العالم تحت سيطرة وزارة الدفاع. يتم بالفعل استخدام الأوبئة الخطيرة المعدلة في هذه المختبرات لتقويض الزراعة، وضد سكان الدول التي لاترزخ لسياسات واشنطن، لا سيما ضد روسيا والصين وإيران. والآن ضد سورية، كما يتضح من الحادثة الأخيرة بإرسال بذور القمح التركي الضارة بيولوجياً عبر “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”، والتي أكدت وسائل الإعلام الغربية ارتباطها بالوكالة