رغم إقرار زيلنسكي بالحوار مع موسكو .. “ناتو” يحرض أوكرانيا على الحرب
في الوقت الذي توعد فيه حلف شمال الأطلسي ناتو روسيا بأن تدفع ثمناً باهظاً بسبب الموقف من أوكرانياً كان لافتاً حديث رئيس الأخيرة فلاديمير زيلينسكي والذي دعا فيه للحوار مع موسكو مؤكداً أن القضايا العالقة لا يمكن حلها إلا بالحوار .
توعّد الأمين العام لحلف “ناتو”، ينس ستولتنبيرغ، روسيا بأن “تدفع ثمناً باهظاً” في حال “شنّ أي عدوان” على أوكرانيا، موضحاً أن اتخاذ هذه الخطوة سيؤدّي إلى “تبعات اقتصادية وسياسية وخيمة”.
وقال ستولتنبيرغ، خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في ريغا، اليوم الأربعاء: “لدينا دائرة واسعة من الخيارات للتأكد من أن روسيا ستواجه تبعات وخيمة في حال استخدامها من جديد القوة ضد الدولة الأوكرانية ذات السيادة”.
وأوضح: “الحديث يدور عن كل شيء، بدءاً من العقوبات الاقتصادية والمالية والإجراءات التقييدية السياسية، وكذلك تكرار ما رأيناه عام 2014 حينما قاموا بضم القرم، ما تسبّب عملياً في أقوى عملية لتعزيز دفاعنا الجماعي منذ زمن الحرب الباردة”.
وأكد أن دعم “ناتو” لوحدة أراضي أوكرانيا “لا يزال ثابتاً”، واصفاً إياها بـ”الشريك والقريب والثمين جداً” بالنسبة إلى “ناتو”.
وجدّد ستولتنبيرغ تهديده في حديث لمؤتمر “رويترز نيكست” في ريغا: “نحن جميعاً أكدنا بوضوح أنه سيتعين (على روسيا) دفع ثمن باهظ للغاية، والعقوبات واحد من الخيارات المطروحة”.
وثمّة توتر سياسي كبير يسود العلاقات الأوكرانية الروسية منذ أحداث 2014 في كييف التي أسفرت عن انقلاب على السلطة في أوكرانيا في عملية اعتمدت بشكل كبير على القوى القومية المدعومة غربياً، وفي ظل تلك التطورات جرى في شبه جزيرة القرم استفتاء شعبي صوّت لمصلحة عودتها إلى قوام روسيا، كما تشهد منطقة دونباس شرق أوكرانيا منذ ذلك الحين أزمة عسكرية سياسية وسط اتهامات لموسكو بدعم القوات المشكلة من السكان المحليين الناطقين باللغة الروسية.
وأكدت روسيا مراراً أن سيادتها على القرم أمر قانوني وموضوع مغلق، كما نفت صحة التقارير حول إرسالها أي قوات إلى دونباس.
وأكدت روسيا مراراً في ظل هذه الادعاءات أنها لم تخطط أبداً لأي تدخل عسكري في الأراضي الأوكرانية، مشدّدة على حقها في حشد أي قوات عسكرية في أي مكان داخل أراضيها.
جاء ذلك بعد تصريح أطلقه الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، قال فيه: إنه لا يخاف من حوار مباشر مع روسيا، معرباً عن اعتقاده باستحالة إنهاء النزاع المسلح في جنوب شرق بلاده من دون هذا الحوار.
وفي خطاب حول الأوضاع الخارجية والداخلية لأوكرانيا ألقاه في البرلمان اليوم الأربعاء قال زيلينسكي: “لا أخاف من حوار مباشر معهم. لا نخاف من حوار مباشر. نحن نعرف الدول الأوروبية التي تؤيد أوكرانيا حقيقة، ونحن شاكرون لها، كما نعرف الدول الأوروبية التي تتظاهر بأنها تؤيد أوكرانيا واستقلالنا”.
وأضاف: “يجب علينا أن نعترف بأننا لن نستطيع وقف الحرب دون جيشنا، كما يجب علينا أن نقول الحقيقة وهي أننا لن نستطيع وقف الحرب دون مفاوضات مباشرة مع روسيا، وهي حقيقة قد اعترف بها جميع شركائنا الخارجيين”.
وتتهم كييف موسكو بالوقوف وراء “الانفصاليين” في دونباس والتخطيط لغزو أوكرانيا، الأمر الذي نفته روسيا مراراً وعلى مختلف المستويات، مشيرة إلى أن موسكو ليست طرفاً في ذلك النزاع، ومحمّلة السلطات الأوكرانية والدول الغربية الداعمة لكييف المسؤولية عن تقويض تسوية الوضع في منطقة دونباس بطرق سلمية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن المزاعم التي تطلقها السلطات في كييف عن هجوم عسكري روسي وشيك على أوكرانيا هي “مجرد نوبات هيستيرية ومناورة لصرف الانتباه عن التحركات العسكرية الأوكرانية”.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في تصريح اليوم: إن “كييف قامت بإرسال 125 ألف جندي أي ما يعادل نصف عدد القوات المسلحة لأوكرانيا إلى منطقة الصراع في دونباس، كما أن الجيش الأوكراني ينشر معدات ثقيلة في المنطقة”، معربة عن قلق موسكو من رفض كييف الفعلي للتسوية السلمية للأوضاع هناك.
وأوضحت زاخاروفا أن مشروع القانون الذي قدّمه رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي والذي ينص على إمكانية وجود قوات أجنبية في البلاد في عام 2022 يتعارض بشكل مباشر مع اتفاقيات مينسك، داعية دول ناتو إلى “وقف الاستفزازات وتشجيع الخطط العسكرية لنظام كييف”.
وطالبت زاخاروفا دول ناتو ببذل الجهود لحث كييف على إقامة حوار مباشر مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك من أجل إيجاد حل سلمي مستدام للنزاع الأوكراني الداخلي.
وفي السياق، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو اليوم أن بلاده ستكون بجانب روسيا إذا ما واجهت عدواناً من أوكرانيا.
وقال لوكاشينكو في تصريحات لوكالة سبوتنيك: إذا واجهت روسيا عدواناً من أوكرانيا فسنكون على اتصال وثيق اقتصادياً وقانونياً وسياسياً مع روسيا.
وأضاف لوكاشينكو: شبه جزيرة القرم دخلت قوام روسيا في عام 2014 دون قتال لأن الجيش الأوكراني الذي خدم هناك وخوفاً من انتشار قوات “ناتو” في شبه الجزيرة عرض على زملائه الروس السيطرة على المنطقة.
وأكد لوكاشينكو أن جميع منصات إطلاق الصواريخ الباليستية النووية العابرة للقارات في الجمهورية باستثناء واحدة جاهزة للاستخدام.
وكان لوكاشينكو صرّح في وقت سابق بأن رحلته إلى شبه جزيرة القرم تعني الاعتراف بشبه الجزيرة كجزء من الاتحاد الروسي، مشيراً إلى أن أكبر صور اعتراف بيلاروس بسيادة روسيا على القرم هي زيارته لها ولقاؤه الرئيس فلاديمير بوتين.