في بطولة كأس العرب.. هزمنا أنفسنا أمام الإمارات
ناصر النجار
انتهى اللقاء الافتتاحي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم أمام الإمارات في بطولة كأس العرب إلى الخسارة بهدفين لواحد وهي بطبيعة الحال خسارة متوقعة أمام مجمل الظروف والأجواء غير الصحية التي يعيشها المنتخب الوطني في هذه الأوقات.
فالمنتخب قدم مباراة مقبولة ومعقولة أمام منتخب يعيش ظروفاً مضطربة فنية وهو لا يعيش أياماً ذهبية، وكما منتخبنا فإن المنتخب الإماراتي كان ناقص الصفوف، ولو عدنا إلى تشكيلة منتخبنا فإنه لم يخسر أكثر من الثلاثي عمر السومة وعمر خريبين ومحمود المواس وهؤلاء اللاعبين هم من يتميزون عن غيرهم، بينما بقية اللاعبين فهم مستوى واحد ولا يضيرنا إن شارك زيد أو عبيد.
الشوط الأول قدم منتخبنا أسوأ شوط له على الإطلاق وبرز المنتخب الإماراتي كغول يريد التهام كل شيء في الملعب وتعددت الفرص الخطيرة وضاعت الكثير من الكرات السهلة واكتفى الإماراتيون بتسجيل هدفين فقط وسط ذهول كل المتابعين للطريقة التي لعب بها تيتا وهي طريقة دفاعية بحتة إنما دون تنظيم دفاعي فكانت خطوطنا الخلفية شوارع مر بها الخصم مرتاحاً دون إزعاج.
في الشوط الثاني انقلب الحال بعد تراجع منتخب الإمارات بالأداء والسيطرة وكأنه فقد تركيزه في المباراة بسبب تقدمه بهدفين، منتخبنا أحسن استغلال هذا التراجع فقدم شوطاً أفضل من الأول واستغل هفوة دفاعية قلص بها الفارق.
ما لم يستفد منه منتخبنا الحالة الدفاعية للمنتخب الخصم، فقد كان دفاعهم بطيئاً وغير منسجم وفيه ثغرات عديدة لم يوفق لاعبونا بالمرور منها، وهذا يحتاج إلى ضغط هجومي لم نستطع ممارسته لأن الهم الأول والأخير أن نخرج من المباراة بأقل الخسائر.
مسؤولية الخسارة يتحمل جزءاً كبيراً منها المدرب، وذلك بسبب أسلوب اللعب الذي وضع منتخبنا في مأزق دفاعي وأساس علّة المنتخب الحالة الدفاعية غير المستقرة وقد جرب المدربون السابقون أكثر من عشرة لاعبين في هذا المهام لكن على ما يبدو أن العلة مزمنة بكرتنا.
ما لا يتحمله المدرب أنه جديد، لكن الطاقم المساعد قديم وعاش مع المنتخب كل فصوله وهذا الأمر مساعد جداً لأنه يمكن البناء عليه.
المشكلة في كرتنا أننا نشخصنها، وكأن علتنا بالأشخاص وتبدأ الأحاديث عن المدرب السابق والقديم والحالي والذي يحلم كل واحد منا به وننسى أوجاع كرتنا وأمراضها، لكن الواضح والصحيح أن مشكلة كرتنا في منظومة العمل سواء بالقائمين على اللعبة أو بالأندية وهي أساس الكرة ومنها تنطلق نحو النجاح أو نحو الفشل.
مع الإمارات هزمنا أنفسنا لأنه كان بالإمكان أحسن مما كان، ولأننا لم نعرف كيف نوظف هذه البطولة لمصلحة كرتنا، فضاعت اللجنة في زحمة المواعيد وضيق الوقت ووصلت قطر بمن حضر من اللاعبين دون أن يكون لها هدف من المشاركة سوى السياحة وقبض رسم الاشتراك البالغ 750 ألف دولار، ولو أنها تملك استراتيجية واضحة المعالم وفكر كروي ناضج لشاركت بالمنتخب الأولمبي أو مجموعة من اللاعبين الشبان الذين من المفترض أن نعدهم للمستقبل القريب.
بكل الأحوال لم نشارك للمنافسة لذلك كان من الممكن أن تكون مشاركتنا للفائدة وهذا ما لم يخطر ببال اللجنة المؤقتة، ولن يكون الرهان على المنتخب الأولمبي لو شاركنا فيه خاسراً لأن اللاعبين جاهزين وفيهم الكثير ممن شارك مع الرجال ولن يخسروا بأكثر مما خسره المنتخب أمام الإمارات.
منتخبنا يواجه تونس في مباراته الثانية يوم الجمعة ويختتم مبارياته يوم الاثنين في الدور الأول مع موريتانيا أضعف المنتخبات المشاركة.