دوري شباب الممتاز يستأنف بمواعيد مضغوطة رغم الأهمية
ناصر النجار
يعود دوري كرة القدم الممتاز لفئة الشباب إلى الواجهة من جديد بدءاً من اليوم الجمعة، حيث يستأنف الدوري من بوابة الأسبوع الثامن من مرحلة الذهاب بعد توقف دام شهرين بسبب استعداد منتخب الشباب ومشاركته ببطولة غرب آسيا التي جرت بالعراق وخرج منها منتخبنا من الدور الأول بخسارتين أمام لبنان والأردن وفوز يتيم على الإمارات.
عودة الدوري أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن يعود مضغوطاً لتعويض الفاقد من الوقت وكأن همّنا الرئيسي من النشاطات إنجازها بأي طريقة! ومشكلة الضغط بالمباريات تزيد من سوء كرتنا لعدة عوامل هي في غاية الأهمية، أولها تخصّ اللاعبين، فهم غير معتادين على الضغط ما ينعكس ذلك على الأداء والمستوى ويوقع اللاعبين بإصابات متعدّدة نتيجة الجهد المبذول غير المدروس، وثانيها أن المدربين لن يستطيعوا إصلاح أخطاء الفريق الفردية والجماعية لضيق الوقت بين المباريات، وثالثها الفكر الخاطئ في أهداف دوري الشباب التي تتجه للمنافسة أكثر من اتجاهها للبناء والتطوير، فكل ما يشغل بال المدربين هو البحث عن النقطة، والمفترض أن يكون هذا الهدف في المقام الثاني، فالبحث عن النقطة يجعل الفريق يستعجل الخطوات ويختصرها وصولاً لهدف يتناقض كلياً مع عملية البناء والتطوير وتأهيل اللاعبين بشكل صحيح، ورابعها: أغلب لاعبي دوري الشباب هم من الطلاب وضغط المباريات لتقام وسط الأسبوع سيؤدي إلى تسرب اللاعبين من المدارس وإهمالهم لتحصيلهم العلمي، خاصة وأن الكثير منهم مقبلون على الشهادة الثانوية. لذلك من الطبيعي أن نسأل اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة أيهما أهم: استكمال الدوري بمواعيد مسبقة، أم تحقيق الفوائد المطلوبة من الدوري؟.
ولأننا نعيش أزمة كروية ليس لها مثيل فإن أحد أسباب تراجع كرتنا هو ضعف القواعد الرياضية وعدم الاهتمام بدوري الفئات، ومن المفترض أن نبدأ من الآن إيلاء دوري الشباب الأهمية القصوى بكل المسائل التي تسهم بتطور الدوري وتمنح اللاعبين الفرصة لتقديم أجمل وأفضل ما عندهم.
وهنا لا بد من التنويه بأن الملاعب التي يلعب عليها لاعبونا الشباب غير صالحة في أغلبها وهي ملاعب صناعية مهترئة، والمفترض من باب التأهيل والتطوير أن يلعب شبابنا على ملاعب نظامية ليعتادوا عليها، خاصة وأنهم مؤهلون للانتقال إلى فئة الرجال.
الفنيون يرون أن اعتياد اللاعبين على أداء مبارياتهم في ملاعب أصغر بحجمها من الملاعب القانونية يؤدي إلى تشتّت اللاعب بين هذا الحجم وذاك وهي من الناحية النظرية صحيحة تماماً، وكل ما نتمنى من اللجنة المؤقتة أن تعيد حساباتها مع هذا الدوري لأنه أمل كرتنا في قادمات السنوات.
مباريات هذا الأسبوع ستبدأ بملعب الفيحاء الصناعي وفيه يلتقي الجيش مع تشرين، وعلى ملعبه يستضيف المحافظة فريق الاتحاد وعلى ملعب المجد يلتقي الجهاد مع الطليعة، في ملعب حمص الصناعي يلعب الكرامة مع الوحدة، وفي ملعب حماة الصناعي يلتقي النواعير مع الوثبة، وعلى ملعب السابع من نيسان بحلب يلتقي الحرية مع العربي، وعلى ملعب المدينة الرياضية الصناعي باللاذقية يلتقي حطين مع جبلة.