“الحرب والآثار” في ندوة تاريخية لاتحاد الكتاب العرب في اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
تنطلق صباح يوم غد الأحد جلسات الندوة التاريخية التي يقيمها فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية بعنوان “الحرب والآثار” وذلك في قاعة المحاضرات في دار الأسد للثقافة، ويشارك في أعمالها نخبة من المختصين والباحثين الأكاديميين الذين يسلّطون الضوء على مجمل الأوابد والآثار السورية التي تعد بحق كنوزاً غنيّة للبشرية جمعاء
وقال الدكتور محمد إسماعيل بصل رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية أنّ الندوة تقام بالتعاون بين فرع اتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة في اللاذقية: انطلاقاً من قناعتنا الراسخة – كمثقفين وكتّاب ومبدعين في اتحاد الكتاب العرب – بأنّ أهم هدف من أهداف الحرب التي شنّت على سورية ومن قبل العراق وبعد ذلك اليمن هو محاولة تدمير هذه الكنوز الحضارية التي تنتمي إلى إنسان هذه الجغرافيا وطمسها أو تغييبها، حتى يتسنى للكيان الصهيوني إعلان دولة يهودية عنصرية في قلب هذه الجغرافيا مغيبين تاريخها كله، وإلا كيف يمكن لعاقل أن يفهم معنى هجمات داعش المتكررة على مدينة تدمر وتدمير أجمل وأرقى وأغنى ما يمكن للبشرية أن تراه وتشتمه من عبق التاريخ،
وأضاف د. بصل: كيف يمكن لكل ذي عينين أن يرى كيف هاجمت القوى الظلامية المرتبطة عضوياً بالكيان الإسرائيلي مسرح بصرى الشام الذي يعد أيقونة متفردة قلما تجد مثيلاً مشابهاً لها في أية بقعة من بقاع الأرض، من دون أن يفكر بأن المقصود من هذه الحرب ليس إسقاط دولة وحسب بل هو مسح ممنهج لحضارة هذا الشعب الذي بنى دولاً وممالك وإمبراطوريات قدمت للإنسانية العلوم والفن والأبجدية والعمران.. وهكذا فعل المجرمون المرتبطون بالغول العثماني أردوغان عندما انتهكوا حرمات هذه الأماكن الأثرية فنهبوا جلها ودمروا ما لم يستطيعوا سرقته.. إلا أن الأسئلة الجوهرية التي نطرحها في ندوتنا هذه هي: “ماذا حلّ بكل تلك اللقى الأثرية التي لطالما اشتغلت عليها الدولة السورية وأولتها اهتماماً بالغاً؟ هل عادت إلى متاحفنا؟…هل تمت حمايتها ونقلت إلى أماكن آمنة قبيل الهجوم البربري عليها؟، هل أعادتها الدولة بعد أن تم بيعها في الخارج؟.. وثمّة جملة من الأسئلة الأخرى ستحاول هذه الندوة النوعية الإجابة عنها، بالإضافة إلى طرح مجموعة قضايا تخص علم الآثار وآخر الحفريات والاستكشافات.
هذا وتفتتح الندوة جلستها الأولى الساعة الحادية عشرة صباحاً بإدارة د. بصل، وبكلمة للدكتور نظير عوض مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، ويتحدث في الجلسة د. همام سعد مدير التنقيب والدراسات الأثرية حول “أضرار الحرب على المواقع الأثرية السورية، مملكتي إيبلا و ماري، إنموذجاً”، ويتناول الباحث الدكتور بسام جاموس موضوع “الآثار والحرب: هموم الحاضر وتحديات المستقبل”.
وتنعقد الجلسة الثانية في الساعة الثانية عشرة والنصف بإدارة الباحث الأثري الدكتور جمال حيدر، وتتناول الجلسة في محورها الأول موضوع “الآثار تراث البشرية، أضرار الحرب عليها” يتحدث فيه د.إبراهيم خيربك مدير الآثار والمتاحف في اللاذقية، فيما يتحدث خبير القانون الأثري أيمن سليمان عن “الإطار القانوني والوطني والدولي لحماية التراث الثقافي”، وتتناول الجلسة في محورها الثاني “التجربة السورية في حماية وحفظ التراث في ظل الحرب” حيث يتحدث فيه د. أحمد ديب مدير مركز الباسل للبحث والتدريب الأثري.