أنجق لـ”البعث”: كل ما أُشيعَ عن فيروس RSV ومخاطره على الأطفال لا يتعدى التهويل
دمشق- لينا عدره
بيّن رئيس شعبة الأمراض الانتانية في مشفى الأطفال الدكتور عصام أنجق موقف الطب من كل الشائعات التي ظهرت مؤخراً، سواء تلك التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى على لسان بعض الأطباء، عن مدى خطورة فيروس RSV الشائع الانتشار بين الأطفال، وخاصةً مع وجود تصريحات متضاربة في الوسط الطبي نفسه! تراوحت بين مُحذِرٍ من خطورته، على من هم في سن المدرسة! وآخر مُقلِل، موضحاً أن كل ما أُشيعَ عن خطورة الفيروس، لا يتعدى التهويل والتخويف، ولا أساس له من الصحة، فهو كغيره من الفيروسات التي تسبّب الإنفلونزا، إلَّا أن نقطة الاختلاف بينه وبين غيره من الفيروسات، تتمثل بسرعة انتشاره، وقصر فترة الحضانة، مؤكداً في الوقت نفسه، أنه قليل التأثير على الأطفال ممن هم في سن المدرسة.
وأضاف أن الفيروس قديم، عُرِفَ منذ ثمانينات القرن الماضي، يصيب الجهاز التنفسي بشكلٍ عام، ما يسبّب “نزلات أنفية بلعومية، تبدأ على شكل رشح عادي، لتنتهي بالتهاب في القصبات”، علماً أنه كسائر الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي. وانطلاقاً من هذه الجزئية، يوضح أنجق أن الإصابة بهذا النوع من الفيروسات، تكثر في فصل الشتاء، ومَردُّ الأمر هو حب تلك الفيروسات للفصول الباردة، ما يجعلها في حالة نشاط، عكس بعض الجراثيم.
أما عن خطورته فيوضح أنجق: تظهر بوضوح عند الأطفال الرضع، لما تسبّبه من إصابة في القصيبات الشعرية، وما ينتج عنها لاحقاً من زيادة في المفرزات، التي بدورها تسدّ القصيبات، وتنتهي بصعوبة في التنفس، لينحصر تأثيره فقط بين الأطفال الرضع، والأطفال ممن يعانون من أمراض سابقة، سواء صدرية خلقية، أو قلبية، أو الأطفال الخدج، ما قد يعرضهم للاختلاطات والمشكلات، مُشكِلاً بذلك مصدر قلقٍ وخوف. أما بالنسبة للأطفال الذين هم في سن المدرسة، فلا خطورة عليهم، لأن إصابتهم تمر بسلام، ولا تتعدى الرشح أو التهاب القصبات العادي.
أما عن معدلات الإصابة، ونسب ارتفاعها مقارنةً بالسنوات السابقة، فقد بيّن أنجق أنها مشابهة لما نشهده سنوياً، ولم يطرأ عليها أي ارتفاع، لتبقى ضمن الحدود الطبيعية، حيث إننا نشهد سنوياً ذروتين للفيروس، الأولى وهي الأقوى والأشد، تبدأ مع نهاية تشرين الثاني وكانون الأول، والثانية وهي الأقل والأخف مع أواخر كانون الثاني وبداية شباط، لتنحصر معظم الإصابات بالذروة الأولى، مع تأكيده أنها تبقى طبيعية، ولا تدعو للقلق، خاصةً وأن العلاج بسيط، لا يستدعي دخول الأطفال للمشفى، إلاَّ في بعض الحالات لأطفالٍ لم يتجاوزوا الأشهر الأولى من عمرهم، وتحديداً الثلاثة الأولى، ما قد يستوجب إدخالهم للمشفى، لإعطائهم بعض الأدوية، مع التذكير بنسب الشفاء المرتفعة، وعدد الوفيات المنخفض جداً، والذي قد يحدث بسبب تأخر الأهل بمراجعة الطبيب.
وشدّد أنجق في نهاية حديثه على ضرورة تجاهل الجدل الذي أثاره البعض حول التأثير الكبير للفيروس على البالغين أو حتى الأطفال في سن المدرسة، لما يحمله من مبالغة، لأن ما يسبّبه فقط أعراض خفيفة، لا تتعدى كونها رشحاً عادياً، مترافقةً مع ارتفاع بسيط في الحرارة والتهاب بالقصبات، تنتهي مع تلقي المريض، بعض المعالجات العرضية الخفيفة.