الصبورة في حماة بلا مياه والبلدية تُحمّل الموارد المائية المسؤولية
حماة- ذكاء أسعد
تزداد معاناة أهالي ناحية الصبورة يوماً بعد يوم نتيجة نقص مياه الشرب وعدم وصولها للمنازل، ولاسيما أنها لا تصل إلا بمقدار ساعة كل عشرة أيام، ما جعل الأهالي يقعون تحت رحمة أصحاب الصهاريج الذين يتحكمون بهم من خلال بيعهم كل ١٠ براميل بـ١٥ ألف ليرة، ما شكل عبئاً إضافياً إلى الأعباء الكبيرة المترتبة على غلاء المعيشة التي باتت صعبة جداً.
ويؤكد الكثير من الأهالي في الحي الغربي عدم وصول مياه الشرب إليهم، وإن وصلت فهي ضعيفة جداً وقد لاتكفي لحاجة يوم واحد!.
المهندس شادي شاهين رئيس وحدة مياه صبورة عزا المشكلة إلى نقص المازوت من أجل تشغيل المضخات، إذ تحتاج المضخات لـ٣٥٠ ليتراً يومياً لتزويد الأهالي بالكميات المطلوبة، إضافة إلى انخفاض كمية المياه من بئر الشقفة الذي كانت وحدة المياه تعتمد عليه في رفد الأهالي.
كما يتمّ تزويد كثير من المنازل خارج المخطط التنظيمي وداخله بالمياه عن طريق الصهاريج التابعة لوحدة المياه وبأسعار رمزية، خاصة وأن هناك تزايداً بعدد السكان والمشتركين التابعين لوحدة مياه الصبورة مما أدى لضعف وصول المياه لبعض المنازل في الأحياء البعيدة.
من جهته الدكتور مطيع عبشي مدير مؤسسة المياه أكد أن التقنين الكهربائي الكبير ونقص توريد مادة المازوت هما السببان الرئيسيان لمشكلة مياه الشرب في ناحية صبورة، خاصة وأن الآبار السطحية فيها جافة، ويعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب هو محطة التحلية ذات الإنتاجية المحدوة “نحو 200 متر مكعب يومياً فقط”، مؤكداً أن هذه المحطة تعمل على الكهرباء، وفي ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يتمّ الاعتماد على محرك الديزل الذي يحتاج كميات كبيرة من مادة المازوت إلى جانب كثرة الأعطال بسبب التشغيل المستمر.
وذكر المنقذ السلموني رئيس مجلس بلدة الصبورة أن النقص الحاد بالمياه هو موضوع قديم سببه الرئيسي عدم توفر مصادر غزيرة للمياه.
واتهم رئيس البلدية الموارد المائية نتيجة خططها غير الممنهجة، خاصة وأن البلدة أحيطت بالكثير من السدود التجميعية لمياه الأمطار التي كانت ترفد البلدة بمخزون مائي وفير في السابق، مثل سد عقارب وتل التوت والعلباوي.. وغيرها، إضافة إلى عدم توفر إرادة جادة لإيجاد حلول جديدة لهذا الواقع المائي السيئ، مشيراً إلى حاجة البلدة لمشاريع جر مياه من ينابيع غزيرة كما حصل في سلمية وغيرها، لأنه ورغم التكاليف الكبيرة لهذه المشاريع إلا أن مردودها -إن حدث- سيكون كبيراً وإيجابياً من النواحي الاجتماعية والبيئية، وقد يخفّف كثيراً من فكرة الهجرة خارج البلدة.