مجلة البعث الأسبوعية

كرة الطائرة تبحث عن الإقلاع من جديد وتوفير شروط التطوير أبرز التحديات

البعث الأسبوعية-عماد درويش

يعيش محبو كرة الطائرة حالة من التفاؤل بإمكانية استعادة اللعبة لمكانتها بعد أن عانت من الاهمال فيما مضى سواء من قبل كوادرها أم أعضاء الاتحاد الذين تعاقبوا عليها، ولم يكن همهم تطوير اللعبة واللاعبين.

وما حصل في المؤتمر السنوي الذي عُقد مؤخراً يؤكد أن هناك نية من كافة الكوادر للعمل من أجل كرة طائرة حديثة، على أن يكون هو عنوان المرحلة المقبلة، من أجل بناء اللعبة ضمن أسس وخطة مستقبلية لإعادتها لمكانها الطبيعي على أن يتم وضع خطة طويلة الأمد.

خطوة أولى

ولعل الخطوة الإيجابية التي اتبعها اتحاد كرة الطائرة (الجديد) هي تعاقده مع الخبير والمحاضر الدولي يوسف الحلباوي بصفة مستشار فني من أجل النهوض باللعبة وإعادة الألق لها.

“الحلباوي” أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن اللعبة أثناء الأزمة عانت كثيراً لكن ليس صحيحاً أن كل شيئ كان سلبياً، بل هناك نقاط مضيئة وكثيرة ومنها إقامة ثلاث دورات تدريب دولية على أرض الوطن وبحضور ملفت وبموافقة خاصة من الاتحاد الدولي وذلك أثناء أصعب ظروف الحرب وذلك بهدف إثبات بأن الحياة يجب أن تستمر والرياضة هي افضل شكل من أشكال استمرارية الحياة.

وكشف الحلباوي أنه ومنذ أن طلب منه العمل بالاتحاد عمد إلى وضع خطة إسعافية لإنقاذ اللعبة “أطلق عليها من أجل كرة طائرة حديثة”، وتم إعداد ما يسمى بخطة إنقاذية سيتم العمل بها فوراً، تبدأ من تبيان واقعها الحالي للتخطيط لما هو أحسن، أي تقييم الوضع الحالي وإيجاد نقاط الضعف والقوة، وهذه الخطة تخضع للأولويات حسب الظروف بالعمل الاستراتيجي ومناقشة الموارد والدعم المادي المتاحين والعمل على التسويق الإعلامي والبدء فوراً باكتشاف المواهب والبحث عنها لتكون قاعدة ورديف للمنتخبات، بالتعاون مع الرياضة المدرسية وإنشاء مراكز تدريبية تليق باللعبة.‏

أسباب التراجع

وحول مسببات التراجع الذي أصاب اللعبة كشف الحلباوي أن هناك عوامل أدت لتراجع اللعبة ، ومنها ظروف الأزمة من ثم جاء انتشار الكورونا إضافة إلى إيقاف مشاركات سورية في الاتحاد العربي، لذلك العمل الجماعي مطلوب تحت ظروف صعبة، ومن لا يجد في نفسه القدرة والكفاءة وإيجاد الحلول فعليه الابتعاد عن العمل، والمحاسبة مطلوبة، ولكن علينا أن نسميها تقييم ومن يعمل يخطئ ومن يخطئ عليه تعديل المسار ومن يتقاعس عليه أن يفسح المجال لرأي آخر.

وأضاف حلباوي :هناك سلبيات منها عدم وجود استقلالية إدارية ومالية للاتحاد (تواضع الميزانية) وهجرة الخبرات الإدارية والفنية والتحكيمية، وضعف العائد المادي لقاء الجهد المبذول وتراجع العمل الطوعي (عدم وجود نظام احترافي أو نصف احترافي)، والضعف الإعلامي للاتحاد (المرئي و المسموع و المكتوب) والأهم  ابتعاد الجماهير، والمطلوب التركيز على الرياضة النسائية والشاطئية لإمكانية تحقيق نتائج سريعة، وإعادة العلاقة والتنسيق مع وزارة التربية والرياضة المدرسية والرياضة الجامعية والمؤسساتية والشركات للتوجه إلى العمل القاعدي السليم والممنهج، وتخصيص ميزانية خاصة تحت تصرف الاتحاد، ودعم أندية الريف لأنها منجم للمواهب مع البحث عن الشركات الداعمة.

تحديات ومخاطر

وأشار الحلباوي إلى أن الخطة راعت عدداً من التحديات والمخاطر، ومنها انهيار الكرة الطائرة السورية كرياضة تنافسية وتحولها إلى رياضة ترويحية ، لذلك على اتحاد اللعبة أن يسارع إلى العمل وإلى وضع خطة طوارئ مرحلية وخطة مستقبلية طويلة المدى.

أما المخاطر فأوضح الحلباوي أنه من الناحية التدريبية تتلخص بالتدريب غير الكافي للتطوير (التوقف عن التدريب يؤدي إلى تراجع سريع للمستوى وفقدان الفائدة التي اكتسبها اللاعب وظهور فجوات تدريبية بين المراحل السنية وبالتالي فقد أجيال من اللاعبين) واستخدام برامج تدريب الكبار في تدريب الصغار (وهذا خطأ كبير) وعدم وجود نظام تنافسي مناسب للقواعد (المهرجانات) وقلة تواجد مدربين مناسبين أكفاء لكل مرحلة، وعدم تخصصية تدريب السيدات، وعدم تناغم العمل بين الشاطئية والصالات، و التدريب من أجل الفوز والنتائج فقط، وإهمال الإعداد البدني التخصصي والموجه لكل مرحلة، وإهمال تثقيف اللاعبين فنيا ودعمهم نفسيا وأخلاقيا وتربويا.

وبيّن الحلباوي أن العوامل الأساسية لتطوير الكرة الطائرة يتمثل بالتخطيط الاستراتيجي والموارد والدعم المالي، والتسويق والإعلام والجماهيرية، واتحاد اللعبة وتشكيلته ولجانه (العلاقات العامة، برامج المنافسات المنتظمة، المنتخبات الوطنية لكل المراحل، التمثيل الخارجي، تأهيل المدربين والحكام والإداريين، إقامة دورات تأهيل داخلية ودورات الاتحاد الدولي والقاري والعربي، الاحتراف الداخلي والخارجي)، مع اكتشاف المواهب والعمل القاعدي والمنشآت والأندية وتدريب المراحل السنية بالمراكز التدريبية، وأخيرا الاهتمام  بالرياضة المدرسية والجامعية والهيئات).

أهداف طارئة

وحدد الحلباوي مدة سنتين لخطة الطوارئ للحصول على المعلومات الضرورية لتحليل الأوضاع القائمة، والاجتماع مع الاتحادات السابقة للاستفادة والاطلاع على ما تم تحقيقه والصعوبات والعقبات في عمل كل لجنة من لجانه، والاجتماع مع المكتب التنفيذي ووضع النقاط على الحروف واستطلاع توجهاتهم وهل هناك أمل في تطوير أسلوب العمل المشترك ليبني على الأمر ، وتجنب المعوقات السابقة والقيام بشكل متوازي في البحث عن ممولين، والتفاعل الصحي والمنتج بين اتحاد اللعبة ومؤسسات الرياضة (المكتب التنفيذي -الهيئات –التربية- التعليم العالي- الأندية -اللجان التنفيذية) والحصول على موقع ومكاتب لائقة مع تجهيزات للاتحاد وتخصيص صالة مغلقة لفعاليات الاتحاد (هذا أمر هام لا يجوز التساهل به) وتشكيل لجنة من خبراء اللعبة لتكون اتحاد الظل وقراراتها استشارية وغير ملزمة) وإدراج نظام لوحات الشرف في الاتحاد ووضع شروطها.

مشيراً إلى أنه يجب البدء بالاحتراف الداخلي على خطوات، ويمكن دعوته  بالاحتراف الجزئي وفيه يحدد مكافآت مجزية للعاملين في الكرة الطائرة والتحضير بنفس الوقت للاحتراف الكامل وربما لبعض القطاعات أولاً مثل المدربين واللاعبين وكل ذلك مترافقا مع التصميم والمطالبة بحقوق اللعبة من المكتب التنفيذي والبحث عن ممولين جدد لأن الاحتراف المدروس هو من أهم العوامل للإنجاز عالي المستوى ويتطلب مشاركة الأندية بقوة، كما يجب إقامة دورة تنشيطية للأندية لفرق الناشئين والناشئات والشباب والشابات من اجل انتقاء سريع للمنتخبات الوطنية لهذه الفئات وتكليف لجنة المنتخبات والمدربين مع مدربي المنتخبات للانتقاء الموجه حسب قواعد مدروسة للوصول إلى منتخبات نوعية.