مشكلة كرتنا والبناء على تجربة كأس العرب
البعث الأسبوعية- محمود جنيد
عاد منتخبنا الوطني أدراجه إلى الوراء، مستقراً عند حدود كرتنا، بهزيمته أمام نظيره الموريتاني، في الجولة الثالثة لدور المجموعات من بطولة كأس العرب العاشرة مودعاً البطولة من دورها الأول.
منتخبنا قبض على زمام أموره بفتحه طاقة القدر من جهة الفوز الملحمي على خصمه التونسي المتفوق عليه بكل شيء، قبل أن يفلتها من الجهة الأخرى بخسارته أمام ندّه الموريتاني الذي نتفوق عليه في سجلات التاريخ، ليخرج من الدور الأول بعد ملامسته أعتاب الدور الثاني، حيث كنا نحتاج للفوز دون الالتفات إلى نتيجة مباراة طرفي المنافسة تونس والإمارات، لكن الفرصة السانحة أمام مرمى التأهل المكشوف وعلى منافس موريتاني خسر مرتين قبلها، وبالخمسة من فريق هزمناه بهدفين (تونس)، أهدر فرصة العمر، وقتل الفرحة، و”كوبس” الحلم.!
مشكلتنا الأزلية التي لا يمكن لعطارة المدرب تيتا الإسعافية مداواتها، أننا لانعرف كيف نتعامل ونتحكم بظرف المبادرة عندما نحتاج ونلعب للفوز، أمام الكبار مثل تونس حلقنا بالروح وقاتلنا وتفوقنا بالإرادة، وأمام موريتانيا، انقلب علينا السحر وشربنا من نفس الكأس التي سقينا منها نسور قرطاج، إذ لم يمنع الحذر من الفخ الموريتاني، قدرنا بالإخفاق.!
المدرب تيتا حافظ وبشكل موضوعي على مصفوفة الأوراق والعناصر التي نجح فيها أمام تونس، لكن الإيقاع كان بطيئاً، والخروج بالكرة عقيماً، والمساندة من قبل لاعبي الارتكاز مفقودة كما أن عامل المباغتة الذي ضربنا من خلاله توازن التونسيين، وأخرجناهم عن الفورمة الذهنية لم يحضر.
وفي الشوط الثاني الذي احتجنا فيه، معززاً للروح والخبرة، رمى فيه تيتا بكافة أوراقه التي أضاف من خلالها المواس حضوراً مهماً مع من شارك، حاولنا فتح اللعب على الخطوط والاطراف، وسنحت لنا فرص خطرة نبذتها أخشاب المرمى الموريتاني، وجانبنا فيها وغيرها التوفيق، لتكون العاقبة بتلقي هدف الهزيمة القاتل ونحن على اعتاب التسجيل والحسم، عندما انكشف ظهرنا الهش من جديد وخسرنا وخرجنا.
تيتا سيستمر مع منتخبنا فيما تبقى من مشوار التصفيات المونديالية، ولسنة على الاقل بعدها، وما نتمناه، هو البناء على حسنات تجربة كأس العرب، ومن بينها جيل اللاعبين ليتحولوا من رديف إلى أساس، نبني فيه منتخب للمستقبل القريب.