خطة زراعة الشوندر.. الإحجام غير مبرر والكمية المزروعة غير اقتصادية..!
دمشق – بشار محي الدين المحمد
بالتزامن مع انتهاء زراعة موسم الشوندر السكري لهذا العام تساؤلات عديدة أثيرت حول المساحة التي تمت زراعتها بشكل فعلي، وسبب تعثر هذا الموسم، وهل تكفي الكمية المقدرة لتشغيل معمل سكر تل سلحب؟، وهل سيتمسك الفلاح بهذا المحصول الاستراتجي، أم أنه سيتجه ليحقق أرباح سريعة كزراعة الفستق، والكمون وبشكل يجعله خارج العملية الإنتاجية مستقبلاً؟!
مدير الثروة النباتية في هيئة إدارة وتطوير سهل الغاب، المهندس وفيق زروف، بيّن في تصريح خاص لـ”البعث” أن خطة زراعة الشوندر السكري لهذا العام كانت تتضمن زراعة ٤٣٢٢ هكتار، ووفقاً لآخر الإحصائيات للأراضي المزروعة في الغاب فقد بلغت المساحة المزروعة ١713 هكتار، إلا أنه توجد مساحات أخرى تم تنفيذ الزراعة فيها، وتوزيع البذار لمالكيها لكنها لم تدخل ضمن الإحصاءات بعد، ولكن للأسف لم يتم تنفيذ الخطة كاملةً بالرغم من أنه تم تأمين كافة المستلزمات من البذار الذي تم توزيعه ضمن المواعيد المحددة حيث بلغت كمية البذار الموزعة من قبل المصارف الزراعية لغاية تاريخ ٢٩ تشرين ثاني ٣٠٧٤٦ كغ، مع العلم أن كل واحد كيلو من بذار يكفي لزراعة دونم واحد، وكذلك تم تأمين المازوت اللازم لتجهيز الأرض للزراعة بمعدل ٨ لتر لكل دونم، وكذالك السماد، والمياه، ومع ذلك لاحظنا إحجام الكثير من المزارعين عن زراعة المحصول لأسباب غير مبررة، باستثناء مبرر انحباس الأمطار وتأخرها موعد الهطول حيث لم يتمكن بعض الفلاحين من تجهيز وفلاحة أراضيهم حتى تاريخه.
وأشار المدير إلى أنه سبق أن تم عقد العديد من النشاطات الإرشادية مع المزارعين، وبحضور عدد من المدراء في وزارة الزراعة، ومحافظة حماة، وتمت مناقشة كافة الهواجس التي كان يطرحها المزارعون، وحلها لجهة تعديل سعر المحصول مرتين، وتأمين كافة متطلبات الزراعة، كما تم إنذار جميع الفلاحين المتعاقدين خطياً، وحثهم على الزراعة في الموعد المناسب.
وإن الكمية المزروعة – والكلام لزروف – لا يمكن أن تكون اقتصادية لتشغيل معمل سكر تل سلحب، ووفقاً للتقديرات المتوقعة حتى تاريخه لن تتجاوز ٦١ ألف طن، نافياً صدور أي تمديد لموعد زراعة الشوندر حتى الآن.