عبد اللهيان: إيران جادة في التوصل إلى اتفاق جيد في المفاوضات النووية
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان جدية وحسن نيّات بلاده للوصول إلى اتفاق جيد في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن الدول الغربية تراوغ في تلك المفاوضات ولم تقدّم حتى الآن أي مقترح بنّاء وإيجابي.
وخلال اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مساء أمس، انتقد عبد اللهيان مواقف وبيانات الدول الأوروبية الثلاث وسلوكياتها عن طريق اتخاذ مواقف سياسية وإعلامية سلبية تزيد من تعقيد الأوضاع وإبطاء عملية التوافق، واصفاً مواقف روسيا والصين بأنها واقعية وبنّاءة.
وقال عبد اللهيان: إن طهران على الدوام تعاونت بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي هذا السياق سيقوم وفد من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بزيارة إلى فيينا لإجراء محادثات مع مسؤولي الوكالة.
وأوضح عبد اللهيان أن البرنامج النووي الإيراني سلمي الطابع تماماً، إلا أن رفع الهواجس النووية له علاقة مباشرة بالرفع الكامل لإجراءات الحظر المتعلقة بالاتفاق النووي مشكّكاً باستعداد الطرف الغربي لرفع الحظر.
وبدأت في العاصمة النمساوية فيينا ظهر اليوم اجتماعات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بحضور رؤساء وفود الدول المفاوضة الموقعة على الاتفاق، وذلك لمناقشة نصوص المقترحات الإيرانية.
وذكرت وكالة ارنا أن الاجتماعات تعقد على مستوى مساعدي وزراء الخارجية والمديرين السياسيين في وزارة الخارجية الإيرانية ومجموعة أربعة زائد واحد وبرئاسة علي باقري كني كبير المفاوضين الإيرانيين وإنريكي مورا مساعد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومنسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.
وكان باقري كني قال في تغريدة على تويتر قبل بدء الاجتماعات: إن إيران تواصل التعاطي الجاد وإنها عازمة على التوصل إلى اتفاق جيّد يضمن مصالح وحقوق الشعب الإيراني.
وفي السياق، قال مصدر مقرّب من الوفد الإيراني المفاوض: “لدينا 5 مطالب خلال المفاوضات بشكل عام”، مشيراً إلى أنّ إيران “قدّمت مسوّدتين، الأولى تتعلق برفع العقوبات والثانية بالقضايا النووية”.
وأشار المصدر إلى أنّ “المسوّدتين قابلتان للنقاش والبحث مع الأطراف الأخرى”، مؤكّداً أنّ “إيران تنتظر ردّ الطرف الآخر على مسوّدتيها”.
وشدّد على أنّ “الهدف الإيراني الأول هو إلغاء العقوبات”، لافتاً إلى أنّ “إيران لن تتراجع عن مطالبها ولاسيما إلغاء العقوبات بشكل كامل”.
وأوضح المصدر أنّ “المسودة الثالثة ستكون حول التحقق من رفع العقوبات والرابعة حول الضمانات ولم تسلّمهما إيران بعد”، مؤكّداً أنّه “في حال حصلت إيران على ردّ إيجابي حول المسوّدتين الأولى والثانية ستقدم المسوّدة الثالثة”.
بدوره، قال رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر “تويتر”: إنّ “المحادثات استؤنفت رسمياً اليوم الخميس باجتماع لباقي الأطراف في الاتفاق، والتي لا تشمل الولايات المتحدة”.
وأضاف أوليانوف: إنّ “المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة يعقدون الآن اجتماعاً رسمياً للجنة المشتركة”.
وأمس الأربعاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس: “نعتقد أن التوافق والعودة إلى الاتفاق النووي خطوة ممكنة”.
وأعرب عن أمل بلاده “في أن تدرك إيران أنّ العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي ستعود بالنفع على شعبها”، موضحاً أنّه “ما زلنا نعتقد أن الخيار الدبلوماسي هو الأفضل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي”.
وسبق أن قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: “إذا تبيّن أن الطريق مسدود أمام عودة الامتثال للاتفاق، فسنسعى لخيارات أخرى”، لكنه امتنع عن توضيح طبيعة هذه الخيارات.
ويأتي ذلك بعد أن انتهت الجولة السابعة في الـ2 من كانون الأول الحالي، بحيث عادت الوفود إلى عواصمها للتشاور مع مرجعياتها بشأن المسوّدتين المقدمتين من طهران.