في دوري “المظاليم”.. لا ملاعب ولا بناء صحيحاً لكرة القدم والحصيلة كارثية!
ناصر النجار
انتهت أمس الأول مباريات المرحلة الأولى من إياب دوري الدرجة الأولى بكرة القدم في المجموعات الأربع، وتبيّن من خلال هذه المباريات الضعف الإداري وسوء التنظيم والعشوائية في جدول المباريات، وهذا الأمر فرض على المعنيين بلجنة المسابقات التعديل والتأجيل المستمر، والأسباب المعلنة عدم وجود ملاعب جاهزة، فزحمة النشاط الرياضي بدوري شباب الممتاز، ودوري الدرجة الأولى، مع ضغط المباريات، جعلت من المستحيل تنفيذ البرنامج الموضوع كما هو عليه.
الأكثر غرابة أن مباراة الجزيرة مع عامودا تأجلت مرتين ولم تقم لأسباب غير معلنة لم يفصح عنها أحد، ما سيؤخر برنامج هذه المجموعة الرابعة الموزعة على قسمين: قسم يلعب في الحسكة، وقسم آخر يلعب بين حماة وحلب.
الأسبوع القادم، وبدءاً من الاثنين، سيدخل الدوري الممتاز إلى ساحة النشاطات بشكل مضغوط، وإذا أضفنا إليه دوري شباب الممتاز المضغوط أيضاً، ودوري الدرجة الأولى قائم بحد ذاته، فمن أين ستأتي اللجنة المؤقتة بالملاعب؟ وكيف ستصبح المواعيد؟ ومن المؤكد أن المواعيد القادمة سيتم تعديلها بناء على جدول مباريات دوري الكرة الممتاز، هذا الأمر يوحي بالعشوائية، ويؤكد الارتجال بالعمل، وعلى الأندية أن تنفذ فقط، وعلى المدربين أن يتكيفوا مع الأمر الواقع.
ومن جهة أخرى، فإن الملاعب ولو كانت صناعية ستتأثر بهذا الضغط، وخاصة أن مباريات الفئات الصغيرة تقام عليها أيضاً، وكما نشاهد فإن الكثير من الملاعب الصناعية في المحافظات انتهت مدة صلاحيتها، وباتت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وبغض النظر عن كل هذا وذاك، فإن الضغط سيكون على الحكام الذين سيقودون أكثر من مباراة في أسبوع واحد، وكما نعلم فإن المحسوبيات موجودة في التعيين، ونحن أمام موسم “خيري” يجب أن تكون للمدعومين فيه الحصة الأكبر، ومثلها للمراقبين.
وعلى ذكر المراقبين، فإن مراقب إحدى مباريات الدرجة الأولى التي جرت هذا الأسبوع ينتمي لأحد الفريقين، وشوهد يغادر بحافلة فريقه إلى المحافظة الأخرى، ومارس مهامه وعاد مع فريقه إلى محافظته، وهنا نسأل: لو أن المباراة حفلت ببعض الإشكاليات فهل سيتجرأ هذا المراقب على كتابة المخالفات التي قد يرتكبها فريقه؟
بالطبع لا يقوى على ذلك، وهذه أحد الأمور الصغيرة التي لا ينتبه إليها القائمون على جداول المباريات، أو أنهم يتقصدون ذلك إرضاء لفلان أو لغيره.
في المباراة ذاتها انتبه أحد اللاعبين إلى وجود تمزيق في شبك المرمى، فأوقف الحكم المباراة بعد منتصف الشوط الأول ليقوم بإصلاح الشبك، ونعلم تماماً أن الكشف على صلاحية الملعب من مسؤولية طاقم التحكيم قبل بدء المباراة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
من هذه النواقص لا يمكننا الغوص في كرة القدم فنياً وتقنياً، فبالأصل ملاعب دوري الدرجة الأولى غير صالحة وغير قانونية، وهناك الكثير من الملاحظات الجسيمة عليها التي تجعل من بعض المباريات لاغية قانوناً لعدم صلاحية بعض الملاعب.
هنا لابد من التذكير بأن تأخر كرتنا يعود لعدم وجود مقومات كرة القدم من ملاعب وتجهيزات ومستلزمات، وهذه تعتبر الخطوة الأولى في البناء والتأسيس والتحضير، لذلك لا تستغربوا خسارة منتخبنا أمام موريتانيا، فنحن لا نملك كرة قدم صحيحة على مستوى التنظيم والإدارة والإعداد والبناء!.