“التربية” تختار حمص لإطلاق الخطة المتوسطة للتعليم في سورية
حمص – سمر محفوض
لم يأت اختيار وزارة التربية لمحافظة حمص لتطلق منها “الخطة المتوسطة للتعليم في سورية” من فراغ، بل ثمة سبب دفعها إلى ذلك، أوجزه وزير التربية الدكتور دارم طباع بقوله إن حمص هي “المحافظة التي أفشلت أكبر مخطط دولي لتخريب -ليس سورية فحسب- بل العالم بأسره”.
وبين طباع خلال حفل إطلاق الخطة اليوم، أن الأخيرة هي جزء من إستراتيجية سورية لعام ٢٠٣٠، وأن الوزارة استقت قسماً من هذه الإستراتيجية بالتعاون مع المعنيين بالقطاع التربوي، لافتا إلى وجود 2.5 مليون طالب خارج التعليم حالياً بسبب الحرب والوضع الاقتصادي الصعب، وأنه تم وضع الخطة بعد دراسة معمقة لتكون حافزاً لإيجاد منافذ جديدة وتمويل جديد لدعم هذه العملية التربوية التي تبني المستقبل، خصوصا أن إعادة إعمار سورية لا يتم عبر بناء الحجر والمنشآت فقط بل عبر إعادة بناء الإنسان من خلال التعليم، وبالتالي فإن الخطة تهدف لإيجاد أفق جديد للتعليم يتناسب مع طموحات السوريين لبناء مستقبلهم عبر تطوير البنى التحتية وتدريب الكوادر، وتحسين الواقع المعيشي للمعلم، وأكد أن الشهادات السورية لم يتوقف الاعتراف بها بأي يوم من الأيام والإحصائيات تؤكد أن الشهادة السورية هي الأفضل من خلال ما يحققه الطلبة السوريون في جامعات العالم من نجاحات وتفوق.
مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية غسان شغري أوضح أن الخطة المتوسطة المدى في سورية تمتد لثلاث سنوات من ٢٠٢١ وحتى ٢٠٢٣، وتم إعدادها على مدى عامين بدعم من اليونسكو واليونسيف عبر ورش عمل دائمة، لافتاً إلى أن الخطة تكرس ما طرحه الدستور السوري بأحقية التعليم للجميع، مشيراً إلى أنها تتألف من ستة فصول، الأول هو أثر الأزمة على الواقع السكاني والاقتصادي والتعليمي، والثاني تحليل واقع التعليم في سورية، والثالث أولويات الخطة متوسطة المدى للتعليم، والرابع مخاطر تنفيذ الخطة وتدابير التخفيف منها، والخامس سيناريوهات كمية وكلفة تنفيذ الخطة، أما الفصل السادس فهو أطر تنفيذ ومتابعة وتقييم الخطة متوسطة المدى للتعليم، ودراسة آثار الأزمة وتحليل الواقع، ووضع أولويات لتطوير قطاع التربية.
وأوضح شغري أن الاهداف العامة للخطة تشمل وصول آمن ومنصف للتعليم وتحسين أساليب التعليم والتعلم، وبناء القدرات المؤسساتية، مشيراً إلى أن تكلفة تنفيذ الخطة التعليمية المتوسطة المدى تقدر بحوالي ٦٣٣ مليون دولار.
ممثل منظمة اليونسيف في سورية بو فيكتور نيلوند أشار في رسالة صوتية مسجلة إلى أهمية التعاون لتلافي آثار الحرب على الطلاب والكوادر التدريسية للنهوض بالعملية التعليمية.
بدورها رئيسة قسم التعليم الإقليمي في مكتب اليونيسكو- بيروت هنا يو شيمو تو بينت أن الخطة هي نتاج اجتماع خبرات مشتركة، وتعتبر دليل عمل لسنوات قادمة تسمح بتعزيز هدف التنمية المستدامة، وقد أولت المنظمة اهتماماً كبيراً لضمان التعليم، خصوصاً أن الأزمة أثرت على منجزات التعليم التي حققتها سورية قبل ٢٠١١، وهي تعكس صورة الوضع التعليمي وآثار الحرب على الناس والبنى التحتية.
وقالت شيمو تو: لمسنا ذلك خلال زياراتنا للمدارس انخفاض مستوى الالتحاق بالتعليم الأساسي والثانوي خلال عامي 2011 2018 بنسبة ٤٠%، مؤكدة على ضرورة التنسيق بين الشركاء في التعليم لتحديد احتياجات الطلاب والمعلمين، ولاسيما أن الخطة تهدف لبناء مستقبل لأطفال سورية .
محافظ حمص المهندس بسام بين أن إطلاق الخطة المتوسطة المدى للتعليم في سورية من حمص له دلالة كبيرة وأهمية خاصة، نظرا لما عانته المدينة من ويلات الإرهاب، مشيراً إلى أن القطاع التعليمي عانى أضراراً كبيرة عبر تدميرعدد كبير من المدارس، ما تسبب بانقطاع قسم من الطلبة عن الدراسة بسبب تهجيرهم من منازلهم، وبالتالي فإن الأولوية الأهم في سورية للطلاب الذين تركوا مقاعدهم الدراسية لإعادتهم إليها .