غيراسيموف: 95% من منصّات إطلاق الصواريخ الاستراتيجية جاهزة للاستخدام
في ردّ مباشر على ما قاله السيناتور الأمريكي الجمهوري روجر ويكر حول الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية ضد روسيا، قال رئيس هيئة الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف: إن الثالوث النووي يضمن ردع العدو المحتمل، وأكد أن أكثر من 95% من منصات إطلاق الصواريخ الاستراتيجية النووية جاهزة للاستخدام القتالي.
وقال غيراسيموف في تصريح اليوم الخميس، أمام الملحقين العسكريين لدول أجنبية: “تحتفظ القوات النووية الاستراتيجية الأرضية، بأكثر من 95% من منصات الإطلاق في حالة استعداد دائم للاستخدام القتالي”.
وأوضح أن قوات الصواريخ الاستراتيجية، تواصل إعادة التسلح بمنظومات “يارس”، ويتم وضع منصات إطلاق صواريخ “أفانغارد” هي الأخرى في حالة جهوزية للاستخدام القتالي. وقال غيراسيموف: إن “غواصة نووية أخرى مزوّدة بصواريخ باليستية من نوع بولافا، ستدخل قريباً في التشكيل القتالي للقوات النووية الاستراتيجية البحرية”.
كذلك صرّح بأن “تحديث الطائرات الحاملة للصواريخ الاستراتيجية للقوات النووية الاستراتيجية مستمر، بما يضمن استخدامها لصواريخ حديثة عالية الدقة بعيدة المدى”.
وفي الشأن الأوكراني، قال غيراسيموف: إن أي استفزازات من سلطات كييف في دونباس لحل الأزمة بالقوة سيتم إحباطها، مضيفاً: إن تزويد أوكرانيا بالطائرات والمسيرات والمروحيات سيدفع كييف إلى القيام بخطوات خطيرة، ومؤكداً أن السلطات الأوكرانية لا تفي باتفاقات مينسك.وقال رئيس الأركان: إن روسيا لا تخطط لغزو أوكرانيا، لكن أي استفزازات من كييف لحل الوضع في دونباس بالقوة سيتم قمعها، وأكد أن “المعلومات التي يتم نشرها في وسائل الإعلام حول الغزو الروسي الوشيك المزعوم لأوكرانيا هي كذبة”. وأشار إلى أن القوات الأوكرانية بدأت استخدام أنظمة صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات في دونباس، التي زوّدتها بها الولايات المتحدة، كما تستخدم طائرات مسيرة تركية.
كذلك تطرّق غيراسيموف إلى النشاط العسكري عند الحدود الروسية، مؤكداً أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” كثف نشاطه في المناطق المتاخمة لحدود روسيا في الفترة الأخيرة.وأشار إلى أن الطيران الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي يقوم بتدريبات على إطلاق صواريخ “كروز” على أهداف في أراضي الاتحاد الروسي. وأكد غيراسيموف استعداد وزارة الدفاع الروسية لبحث القضايا الأمنية من أجل تهدئة التوتر وزيادة مستوى الثقة المتبادلة.
من جانبها، وصفت السفارة الروسية في الولايات المتحدة تصريحات السيناتور الجمهوري روجر ويكر حول الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية ضد روسيا بسبب الوضع حول أوكرانيا بأنها “غير مسؤولة وغير مدروسة”.وقالت السفارة في بيان لها اليوم نقلته وكالة نوفوستي: “مثل هذه التصريحات غير مسؤولة وننصح الجميع غير المستنيرين أن يقرؤوا بعناية البيان المشترك لرئيسي روسيا والولايات المتحدة في الـ16 من حزيران 2021، حيث تؤكد هذه الوثيقة التزام البلدين بمبدأ أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية ولا ينبغي إطلاق العنان لها”. ولفتت السفارة في بيانها إلى أن “السياسي الأمريكي العامل في الهيئة التشريعية من غير المناسب له المزاح بالأسلحة النووية”.
وكان السيناتور ويكر قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يستبعد إمكانية توجيه ضربة نووية استباقية لروسيا في حالة تفاقم الأزمة الأوكرانية.
وفي تطوّر لافت لمستجدات السجال الدائر بين روسيا وحلف “ناتو” حول إصرار الأخير على التوسّع شرقاً بما يعدّ تهديداً واضحاً للأمن القومي الروسي، أكدت روسيا أنها مضطرة للرد بصرامة على تصرفات “ناتو” الذي يسعى إلى التمركز العسكري على حدودها، محذرة من إمكانية تكرار الأوضاع التي تشكّلت خلال “أزمة الكاريبي” في فترة الحرب الباردة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريح صحفي أدلى به اليوم الخميس: “الأوضاع بالنسبة إلينا تفاقمت حقاً لأن منافسينا وخصومنا خرقوا بشكل سافر الالتزامات والتعهدات التي قدّموها لنا سابقاً. ويدور الحديث عن منع الأنشطة العسكرية بجوانبها المختلفة قرب حدودنا ومنع التمركز العسكري الفني لخصومنا في الأراضي والمياه المعنية، وهو الأمر الذي نشهد حدوثه أكثر فأكثر”.وشدّد ريابكوف في هذا السياق على أن روسيا تعدّ “تنحية التهديد” العسكري النابع عن ناتو عن حدودها أمراً ضرورياً.
وأشار ريابكوف إلى أن روسيا “مضطرة للردّ بصرامة على تصرّفات الولايات المتحدة وناتو” بالقرب من حدودها، مبيّناً أنه “لا يوجد هنا عنصر تهديد، هناك فقط تحذيرات”.وأكد ريابكوف أن التوتر الحالي في العلاقات بين روسيا والغرب قد يؤدّي إلى تكرار الأوضاع التي تشكلت خلال “أزمة الكاريبي” عام 1962.
وقال في هذا السياق ردّاً على سؤال ذي صلة: “في حال لم يدرك زملاؤنا من الطرف الآخر ماذا يحصل، فالأمور يمكن أن تصل إلى ذلك. بحسب منطق تطوّرات الأحداث الحالية من الممكن جداً أن نستيقظ يوماً ونجد أنفسنا في أوضاع مماثلة”.وتابع: “ذلك سيكون فشلاً للدبلوماسية وللسياسة الخارجية، لكن لا يزال هناك وقت للتوصل إلى اتفاق مبني على المنطق السليم”.
وكان الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف كشف اليوم أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن أكدا في قمّتهما الأخيرة ضرورة تنسيق المسائل حول حلف شمال الأطلسي “ناتو” مع أعضائه الآخرين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله للصحفيين: “تم أثناء الاجتماع الافتراضي بين الرئيسين بحث الموضوع المتعلق بالأعضاء الآخرين لحلف “ناتو” وعلى وجه الخصوص ضرورة تنسيق المسائل المهمة مبدئياً بما فيها المسائل التي تم الحديث عنها مع هؤلاء الأعضاء أيضاً”.وأضاف بيسكوف: “لأن الحديث يدور حقاً عن الأمن في القارة الأوروبية وأن روسيا تعدّ توسع الحلف شرقاً أمراً غير مقبول، أشار الجانب الأمريكي إلى ضرورة تنسيق ذلك أيضاً مع الدول الأخرى الأعضاء في الحلف”.
وفي سياق آخر، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة تقوم بتدمير نظام العلاقات الدولية المؤسسة على القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة.وقالت زاخاروفا على صفحتها في تلغرام اليوم: إن الولايات المتحدة تقوم بتدمير نظام العلاقات الدولية المؤسسة على القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة، وذلك من أجل إنشاء منطقة راحة خاصة بها تنوي واشنطن أن تهيمن وتنفرد فيها، ولهذا السبب بالذات تنظم فعالية جماعية تحت مسمّى “قمة الديمقراطية” ستمنح المشاركين فيها شرف حق خدمة المصالح الأمريكية.
ودعت الولايات المتحدة 110 دول ومنطقة للمشاركة في “قمة الديمقراطية” المقرر عقدها في الـ9 والـ10 من الشهر الجاري عن طريق الفيديو، وتضم قائمة الدول المدعوة تايوان لكن تغيّبت عنها الصين وروسيا وعدد من الدول الكبيرة الأخرى.