صحيفة البعثمحليات

محطة معالجة طرطوس..!!

وائل علي
عشر سنوات ونيف على توقيع عقد معالجة المياه الصلبة، أو ما يعرف بمخلفات المياه السوداء، أو الصرف الصحي , وهو مشروع مطلبي وبيئي بامتياز لمدينة طرطوس المتوسطية السياحية، بامتياز أيضاً، ولكن.!!
ولكن المشروع، وبعد كل هذه السنوات، ظل مشروعاً مع وقف التنفيذ، حيث لم تتعد مجمل أعماله تنفيذ سور للموقع وبعض الأعمال الأخرى التي لا علاقة لها بجوهر المشروع لا من قريب ولا من بعيد!؟
والمشكلة أن خطوط الصرف الصحي التي نفذت داخل المدينة في ثمانينيات القرن المنصرم أعيد تنفيذ واستبدال أغلبها، ومن بينها خط الإسالة الذي يربط محطة الغمقة الغربية والنقطة صفر، المعروفة بمحطة مشوار، وصولاً لمحطة المعالجة الموعودة على نهر الحصين شمال طرطوس، بسبب تراكم المخلفات داخلها نتيجة عدم وضعها بالخدمة والاستثمار طوال العقود والسنوات الفائتة، وهذا يعني بطبيعة الحال المزيد من التكاليف والنفقات التي تدخل ضمن بند الهدر والتبذير.. وحتى محطة ضخ مشوار ذاتها أعيد تأهيلها أكثر من مرة لذات الأسباب، فيما لم تنجز محطة ضخ الغمقة الغربية جنوب طرطوس إلا مع بداية العام الحالي بضغط من مشروع قرية المنارة السياحية المجاور التي يعاد تأهيلها، كما تم استكمال بناء محطة ضخ العجمي شمال طرطوس منذ وقت قريب أيضاً..!!
إذا المشروع برمته – رغم أهميته البالغة – لا يزال رهن التأخير والتسويف الذي لم تتمكن كل الاجتماعات والجولات الميدانية لمسؤولين على أعلى المستويات أن تبث فيه الحياة والروح وانتشاله من مقبرة المشروعات المتعثرة…!!
المفارقة أن طرطوس – كما هو معروف – تعتبر مقصداً سياحياً واصطيافياً كبيراً للآلاف التي تؤمها على مدار العام، وهو أمر لا يستوي بتاتاً مع افتقارها لمحطة تعالج مخلفاتها “اللاصحية” التي تصب في البحر مباشرة وحصراً، وهو أمر أساء ويسيء للحركة السياحية والاصطيافية وللبيئة البحرية بآن معاً , وهذا باعتقادنا ما لا مصلحة لأحد فيه بالتأكيد…؟!
ودعونا ندع شماعة الأزمة والحرب والحصار البشع الذي يمارس علينا، والتي يختبىء خلفها الكثيرون، لأنها – برأينا – ليست كل المشكلة، ولنحاول البحث عن الحلول التي تخرجنا من هذه المعضلة الدوامة بأقل الخسائر وأقصر الطرق فالظروف المحيطة والوقت لن يرحمانا، وطرطوس بأمس الحاجة لإنجاز محطة المعالجة – موضوع حديثنا – ولا بد من حل…
فإلى متى…؟!
ALFENEK1961@YAHOO.COM