أندية الظل تعيش ويلات كرة القدم والحلول غائبة!
ناصر النجار
ما زالت مباريات دوري الدرجة الأولى تواصل مسيرتها في الإياب، ولم يبقَ سوى ثلاث مراحل لمعرفة السعيد من الحزين، وعبّر هذا الدوري بكل تفاصيله ومجرياته عن وضع صعب يرافقه، بين أخطاء هنا وعثرات هناك ومشكلات لا تنتهي!.
في السابق، كنّا نطلق على هذا الدوري مسمّى كرة الظل باعتباره ظلاً لدوري المحترفين بما يقدمه من أداء ولاعبين، وكان أكثر تنظيماً ومستوى، وأنديته تهتمّ بفرقها اهتماماً كبيراً، ومن هذا الدوري تعرفنا على الكثير من الفرق التي بصمت بعالم الكبار في العقدين الماضيين كعفرين وشرطة حلب وحرفيي حلب وأمية والساحل ومصفاة بانياس والمحافظة والنضال والمجد والنواعير واليقظة والشعلة والميادين والعربي.. وغيرها.
أما اليوم فتختلف الصورة تماماً، ونرى الفرق الكبيرة والعريقة تحتضر في هذا الدوري كالمحافظة والجهاد والجزيرة ومصفاة بانياس والحرية أيضاً، رغم أن المنافسة ليست كبيرة، والفوارق بين هذه الأندية العريقة وغيرها كبيرة جداً.
والمتابع للمباريات والنتائج يجد العجب العجاب، فالمحافظة تعرّض لخمس خسارات وبات على خطوة واحدة من ملامسة المراكز الأخيرة، ولا أحد يدري ما الأسباب، هل هو عدم التوفيق أم سوء الإعداد أم أن اللاعبين الذين لم يكونوا بمستوى الجدية والولاء للنادي.
والحرية يقف مندهشاً أمام فريق صاعد من الدرجة الثانية وهو خطاب الذي لم يمضِ على تأسيسه بضع سنوات، ويواجه معه مشكلة العبور نحو الدور الثاني، ومصفاة بانياس يشكر المخرم لأنه تبرع ببطاقة الهبوط وقد دخل الدوري لرفع العتب بعد أن فقد كل المقومات، ومثله فرق عامودا والضمير وعمال حماة والنبك أيضاً.
أما المجد وهو من أفضل الفرق هذا الموسم فنجده يتعثر بالتعادل مع جرمانا والشعلة!!.
كلّ هذه الفرق لا تقوى على العبور إلى الدرجة الممتازة، فهي لا تملك المقومات المالية والفنية لتستطيع الثبات قبل أن تفكر بالمنافسة، وها نحن نرى عفرين خير شاهد على هذا الموضع، وغيره من الفرق تعاني بصمت من ضغط النفقات وغلاء الأسعار، وتجدها دوماً على خلاف مع العديد من اللاعبين بسبب تأخر الرواتب وتسديد العقود وما شابه.
الفكرة في الموضوع أن هذا الدوري غير متوازن وعدده أكبر من حجمه، وهناك الكثير من الفرق التي ترهق بعددٍ قليلٍ من المباريات، فما هي الحال لو تغيّر جدول المباريات؟!.
موسم كامل لفرق الدرجة الأولى البالغ عددها 24 فريقاً ينقضي في شهرين فقط، وهذا يدلّ على عدم سوية هذا الدوري لأنه لا يحقق أهدافه الفنية، ولا يمكننا اعتباره رديفاً لدوري الممتاز، خاصة وأن أغلب لاعبيه مستوردون من فرق الأحياء الشعبية أو هم ممن دخلوا شيخوخة كرة القدم.
المفترض باللجنة المؤقتة أن تعي هذه المعاني، وأن تدرك أن أحد أسباب تراجع كرتنا وتدهورها الفوضى الحاصلة في كل الدوريات بكل الفئات، وعليها أن تنظر بعين العقل إلى هذا الدوري لتعيد صياغته بشكل منطقي ليكون قادراً على استيعاب الأندية القادرة على المنافسة والتي تملك مقومات كرة القدم فقط، وحسب نظرة المتابعين وخبراء اللعبة فإن 12 فريقاً في هذا الدوري كعدد هو كافٍ، على أن يقام ضمن نظام المجموعة الواحدة ليؤدي دوره بشكل جيد، وليكون رديفاً للدوري الممتاز وخاصة إذا استقطبت الأندية اللاعبين الشبان الموهوبين.