معركة سيف القدس ودلالاتها الاستراتيجية
صدر عن جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية ضمن سلسلة الدراسات كتاب “معركة سيف القدس ودلالاتها الاستراتيجية” الذي يتحدث عن معركة سيف القدس التي تعدّ واحدة من المعارك المفصلية في الصراع مع المشروع الصهيوني، وهي المعركة الرابعة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني بعد تنفيذ خطة فك الارتباط وسحب المستوطنات من قطاع غزة عام 2005، كما أنها المعركة الأولى في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين الذي يشهد تطوراً ملموساً في تحدي المقاومة بسبب امتلاكها صواريخ بعيدة المدى والدعم الكبير الذي تتلقاه من محور المقاومة.
يتناول الكتاب معركة سيف القدس التي أتت دفاعاً عن مدينة القدس المحتلة وأحيائها، بعد أن استباحت قوات الاحتلال الصهيوني ساحات المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، وحاصرت فلسطينيي حي الشيخ جراح بهدف إخراجهم من منازلهم، استكمالاً لمخطط استيطاني مدروس يستهدف تهويد القدس والاستيلاء على مقدساتها، إذ أكدت المقاومة أنها لن تتأخر في الدفاع عن القدس وحماية مقدساتها من اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، فقد جاءت المعركة تعبيراً عن إرادة الشعب الفلسطيني وترابطه في جميع أماكن وجوده، وتعبيراً عن وحدة الأرض الفلسطينية، حيث تجلّى التلاحم الخلّاق بين أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي 1948 وفلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين.
يسلّط الكتاب الضوء على أهمية معركة سيف القدس التي جاءت لتوقظ ضمائر الذين تخلوا عن قضيتهم الوطنية وتنكروا للمقدسات، واتبعوا مصالحهم الضيّقة على حساب الشعب والمصلحة الوطنية إرضاء “للسيد الأمريكي”، فقد قدمت المعركة رداً حاسماً على مشاريع التسوية والتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي لا يعرف إلا لغة القوة، ولا تليق به إلا المقاومة التي أصبحت خياراً استراتيجياً للشعب الفلسطيني في التصدي للاحتلال، وهو النموذج البديل لسياسة الخضوع والاستسلام لإملاءات العدو ومخططاته، وأن المقاومة جدوى مستمرة لنيل الحقوق أكثر من البحث عن سراب الحلول في غياهب التطبيع ومتاهاته.
الكتاب من القطع الصغير يقع في 159 صفحة.