اللواء باقري: مستعدون للردّ بحزم على أيّ اعتداء
أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، أن إيران لا تنوي الاعتداء على أحد على المستوى الاستراتيجي، لكنها جاهزة على المستوى العملاني والتكتيكي للردّ بحزم والهجوم السريع على الأعداء.
ونقلت وكالة فارس عن باقري قوله في كلمة اليوم: إن إجراءات الحظر والضغوط على إيران أدّت إلى الصمود وتبلور روح الاعتماد على الذات والثقة بالنفس وبذل الهمم والجهود في المجموعة الدفاعية للبلاد.
وأوضح باقري أن استراتيجيات إيران وأهدافها في مجال الردع ليست مجرد صناعة للصواريخ، بل هي مبنية على الفكر والعقيدة والسياسات والأساليب والتكتيكات الذكية الوطنية والمتناسبة مع مستوى ونوع التهديدات ضد البلاد، لافتاً إلى أن الصناعة الدفاعية الإيرانية بلغت نقطة من النمو والارتقاء والردع بحيث لا تسمح أي قوة لنفسها بالتجرؤ على العدوان.
وقال: إن قواتنا ورغم اعتمادها على وضع الردع فإنها لا تستخف أبداً بالتهديد في مواجهة العدو ولها أمام التهديد الأدنى في المجال الاستراتيجي جهوزية ويقظة قصوى متناسبة مع وضع العدو.
وكان باقري حذر الشهر الماضي أعداء إيران من اتخاذ أي خطوة استفزازية في الخليج وبحر عمان، مؤكداً أن بلاده ستردّ على أي مغامرة ضدها.
وفي الشأن النووي، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي أن بلاده شاركت بهدف واضح في مفاوضات فيينا، موضحاً أن الحظر غير القانوني فُرض ظلماً وعليه فإن بلاده عازمة بكل جدية على إلغائه.
ونقلت وكالة ارنا الإيرانية عن جهرمي قوله في أول مؤتمر صحفي أسبوعي له اليوم: “إن الأطراف الغربيين الذين وضعوا هذا الحظر يصرّون على مواصلته”، مبيناً أنه “لو توفرت لدى تلك الأطراف إرادة جدية لإلغائه عندها سيتم التوصل إلى اتفاق قطعاً”.
وأضاف: “إننا اليوم نشاهد تحريفاً للحقائق فيما يخص المفاوضات وهو ما أثار استياء كبير المفاوضين الروس عندما تم تحريف تصريحاته أيضاً”، لافتاً إلى أن “إيران ليست الدولة التي انسحبت من الاتفاق النووي وعليه فقد وضعت مطالبها وفقاً لأسس المفاوضات السابقة وهدف واضح متمثل في إلغاء الحظر برمّته”.
وتواصلت أمس المشاورات الدبلوماسية المكثفة في فيينا بين رؤساء الوفود المشاركة بهدف التوصل إلى توافق لإحياء نصوص الاتفاق النووي ورفع الحظر الظالم المفروض على إيران.
إلى ذلك، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن توجيه الاتهامات وشنّ الحرب النفسية لن يعرقل برامج إيران النووية السلمية.
وقال إسلامي في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية ارنا حول مسار التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعض الادعاءات المطروحة مؤخراً: “إن هذه العلاقة يجب أن تكون وفقاً لقوانين وأنظمة الوكالة واتفاق الضمانات ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ونحن نتعامل مع الوكالة في إطار هذه القوانين وهي تراقب أنشطتنا النووية وفقاً للقواعد والأنظمة”.
وشدّد إسلامي على أن ما ينشر في بعض وسائل الإعلام حول برنامج إيران النووي يدخل ضمن الحرب النفسية والضغوط السياسية، وقال: “أمامنا تيار لا يريد إطلاقاً التطور العلمي والتكنولوجي لإيران ويهدف إلى إظهار أننا لا نلتزم بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ولنا أهداف نووية غير مبررة”، موضحاً أن هذه الاتهامات يوجهها الكيان الصهيوني ليصبّ الزيت على النار، لكنها “لا تعرقل برامجنا النووية ولا تؤثر فينا ونحن نمضي قدماً في مشاريعنا”.
وحول تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بمنشأة كرج، قال إسلامي: إن قضية منشأة كرج النووية وغيرها من القضايا التي تضمّنها الاتفاق النووي لا تخضع لاتفاق الضمانات، مضيفاً: “بما أن أطراف الاتفاق النووي لا تتعهّد بالتزاماتها وتفرض علينا حظراً جائراً وغير قانوني وتزيد من وطأته كل يوم فلا داعي لإجبارنا على الالتزام بتعهداتنا.. إننا نعمل في إطار اتفاق الضمانات ومعاهدة عدم الانتشار النووي ولا نقبل بشيء خارج هذا الإطار”.
ونفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية المزاعم حول وجود مواد نووية في منشأة كرج، مؤكدة أن المنشأة لا تخضع لاتفاق الضمانات لأنها لا تضمّ مثل هذه المواد.
يذكر أن منشأة كرج تنتج أجهزة طرد مركزي عالية الدقة ومتطورة، الأمر الذي يعدّ من حقوق إيران وفق المادة الرابعة لمعاهدة الحدّ من الانتشار النووي.
وفي السياق ذاته، قال مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين إلى مباحثات فيينا علي باقري كني: إن إيران قدّمت العديد من المقترحات وعملت بشكل بنّاء وأبدت مرونة لتضييق الفجوات خلال المباحثات الجارية بينها وبين المجموعة الدولية في العاصمة النمساوية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا عن باقري كني قوله في تغريدة على تويتر: إن بعض الفرقاء ماضون في لعبة إلقاء اللوم بدل الدبلوماسية.. بينما نعلم أن الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين.. إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح الأخطاء فستمهّد الطريق سريعاً لاتفاق جيد”.
وتواصلت أمس المشاورات الدبلوماسية المكثفة في فيينا بين رؤساء الوفود المشاركة بهدف التوصل إلى توافق لإحياء نصوص الاتفاق النووي ورفع الحظر الظالم المفروض على إيران، وذلك في اليوم الخامس من جولة المفاوضات الجديدة.