قرعة دوري الأبطال.. خطأ تاريخي يضع الاتحاد الأوروبي أمام تهم الفساد
استغراب كبير شهدته أوساط الصحافة الأوروبية بعد الخطأ التاريخي الذي حدث أثناء قرعة الدوري الثاني لمسابقة دوري الأبطال، وأدى بعد موجة من الاعتراضات إلى إعادة القرعة بعد ساعات، لكن الأمر لم ينته هنا، فقد أثارت هذه الحادثة العديد من التساؤلات المحقة حول مصداقية القرعة في الأعوام الماضية، وبالتالي ترتيب المباريات بما يتلاءم والعديد من الاحتمالات كتوقّع المباريات، والمراهنات، وحتى شراء المباريات، وتمهيد الطريق أمام فرق على حساب فرق أخرى، كل ذلك مازال ضمن التساؤلات التي ستتحول مع الوقت إلى سلسلة اتهامات سيضطر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) إلى إثبات براءته منها، وأن ما حدث محض خطأ تقني، كما ادعى في بيانه الرسمي عقب احتجاج بعض الفرق على ما حصل.
وإذا تركنا ذلك جانباً، هناك نقطة أخرى خيبت ظن الجماهير الرياضية التي قامت بالفعل بحجز تذاكر السفر من أجل متابعة مواجهات دور الـ (16) من المسابقة نظراً لانخفاض سعرها في هذا الوقت، فهي تضع خططها، وتحجز التذاكر بشكل مبكر، وتبني الخطط لتتمكن من السفر لمتابعة جميع المواجهات.
وفي التفاصيل، سارت القرعة في مواجهتها الأولى بسلاسة، حيث تم وضع بنفيكا ضد ريال مدريد، لكن المشكلة حدثت في المواجهة الثانية عندما تم وضع مانشستر يونايتد بالخطأ ضد فياريال، وهي مباراة مستحيل وقوعها لأن الثنائي كانا في مجموعة واحدة، ولاحقاً تم سحب مانشستر سيتي ضد الفريق الاسباني بدلاً من مانشستر يونايتد، وحدث خطأ ثالث في القرعة عندما تم وضع أتلتيكو مدريد في مواجهات لم يكن من ضمنها مانشستر يونايتد، بالرغم من عدم وجود مانع لتلك المواجهة، وبالرغم من ذلك كله استمرت القرعة حتى النهاية، وعندما تم رصد الأخطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، واحتدم النقاش، وتقدمت عدة أندية باعتراضات، تغيّر كل شيء.
أول المعترضين كان حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب ريال مدريد الذي اعترض على إعادة القرعة بالكامل، مطالباً بإعادتها بداية من حدوث الخطأ فقط، أي أن يبقى في مواجهة بنفيكا البرتغالي، وغضب الميرنغي لم ينته هنا، فبعد انحسار موجة الاعتراضات عندما اتضحت الرؤيا وتم الإعلان عن إعادة القرعة من جديد، استشاط عشاق الملكي وإدارته غضباً من نتيجة القرعة الثانية التي أوقعت الريال ضد باريس سان جيرمان بعد أن كان سيواجه بنفيكا.
وإضافة للملكي، تقدم كل من أتلتيكو مدريد ومانشستر يونايتد باعتراض رسمي على القرعة الأولى، ليقرر بعدها اليويفا إعادة القرعة بسبب الأخطاء التي وقعت في الإجراءات والنتائج التي كانت غير عادلة، معللاً أن هناك مشكلة تقنية في نظام التشغيل الخاص بأحد مقدمي الخدمات الخارجية.
أما ردود الأفعال التي خلّفتها هذه القضية فقد ظهرت بشكل فكاهي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت كلمة “مزورة” الأعلى تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، واشتكى البعض من إمكانية وجود مؤامرة، كما كتب نجم برشلونة السابق غاري لينيكر: “لم يكونا يومين رائعين لسلطات الرياضة حول العالم”، في إشارة إلى الجدل الذي دار في سباق فورمولا وان سابقاً، بينما قال مايكل اوين مهاجم ليفربول المعتزل بأنه لا يصدق وقوع الاتحاد الأوروبي في مثل ذلك الخطأ، وبدوره مدرب الليفر يورغن كلوب أكد أن قرار إعادة القرعة هو القرار السليم: “لقد شاهدت كل شيء بشكل مباشر، وقلت من المستحيل أن ينتهي الأمر هكذا، بالتأكيد كان عليهم أن يعيدوها”.