ختام فعاليات مهرجان القلعة للسينما الطلابية
تختُتم اليوم الأربعاء فعاليات الدورة الثانية من مهرجان القلعة للسينما الطلابية الذي أقامه المعهد التقاني للفنون التطبيقية بالتعاون مع المؤسّسة العامة للسينما والذي شارك فيه نحو 40 فيلماً قصيراً من إحدى وعشرين دولة، وشارك نحو 18 منها في المسابقة الرسمية، في حين شارك خريجو المعهد بـ12 فيلماً، خمسة منها داخل المسابقة، وبيَّن أ. حسام وهب المدير الفني للمهرجان أن جميع الأفلام التي شاركت في المهرجان هي أفلام أُنتجت بعد العام 2019 والفارق كان كبيراً بين مستوى الأفلام الأجنبية والأخرى العربية، خاصة على صعيد الإمكانيات والتقنيات، مؤكداً أن الأفلام السورية قُدمت بإمكانيات متواضعة ورؤى غير مكتملة، وهذا أمر طبيعي برأيه لأن هذه الأفلام عبارة عن مشاريع تخرج لطلبة المعهد الذين ما زالوا في بداية الطريق، منوهاً بأنه تمّ اختيار القلعة مكاناً للمهرجان باعتبارها مقراً للمعهد.
“عنها”
وكان المهرجان قد احتفى بمجموعة من الأفلام السورية الاحترافية المتميزة، وقام بعرضها على هامش المسابقة، كفيلم “عنها”، من كتابة وإخراج رباب مرهج وقد وصفه الناقد نضال قوشحة بالفيلم الغرائبي، مبيناً أن “عنها” فيلم قد يبدو للوهلة الأولى عصياً على الفهم، وهذا أمر طبيعي برأيه لأنه ينتمي للسينما التجريبية بامتياز، حيث لا بنية درامية واضحة فيه، وهو يقوم على مجموعة أحداث مختلطة، يجمعها حدثان يجريان في مكان ضيق يمتد من سينما الشام حتى مسرح الحمراء من خلال قصة ممثلة – ترمز للوطن – تحكي آلامها وأوجاعها والإحباطات التي تعرضت لها، مؤكداً أن فيلم “عنها” غريب وعجيب ويحمل الكثير من الرموز والدلالات، وهو من الأفلام التي يحتاج المشاهد لمشاهدته أكثر من مرة بمشاهده القصيرة والسريعة، وهو الفيلم الروائي الثاني للمخرجة بعد “الوجه الأول أمي” الذي نال جائزة في إحدى دورات مهرجان سينما الشباب، منوهاً بأنه مع هذه النوعية من الأفلام المكثفة والمليئة بالدلالات والتي أُنجزت بعيداً عن الحكايات التقليدية وطرح لِطَيفٍ كبير من الأسئلة.
فيلم وواقع عبثي
وأشارت المخرجة رباب مرهج في تصريحها لـ “البعث” إلى أن الفيلم يحمل العديد من الدلالات، وللمشاهد الحرية في استقبالها وتفسيرها ليعرف ماذا يحدث ولماذا، مبينة أن الفيلم ينتمي للسينما التجريبية والعبثية، وقد اختارت هذا النوع من السينما لأن الواقع الذي نعيشه فرض ذلك، حيث لا يمكن الانفصال عن هذا الواقع العبثي الذي نعيشه والخالي من أي خط درامي والمليء بالأحداث السريعة واللامنطقية، وهي وإن اختارت الشكل العبثي فذلك لكي تكون قريبة من المُشاهد الذي لم تعد ترضيه الحكايات البسيطة، ولذلك على المخرج برأيها أن يرتقي بعمله إليه وهو الذي يعيش في واقع عبثي ويمرّ بظروف صعبة للغاية بات فيها تجميل الحكايات انفصالاً عن الواقع، وهو أمر مرفوض بالنسبة لها. ومن هنا رأت مرهج أن كلّ مُشاهد سيلتقط وجعه في هذا الفيلم وسيفسّر أزمته وحربه الداخلية بطريقته الخاصة، مشيرة إلى أن الفيلم سبق وأن حاز تنويها خاصاً لفرادته بالسرد وجمعه أنواعاً عدة من الفنون السينمائية في مهرجان أفلام المرأة بمدينة أسوان بمصر وهو من إنتاج لمؤسسة العامة للسينما 2020 بطولة: ميلاد يوسف، روبين عيسى، كرم شعراني، فايز قزق، نجاة محمد، سلمى سليمان، محمد وحيد قزق وفاضل وفائي.
ألم كل سوري
وبيَّن الفنان محمد وحيد قزق مصمّم الديكور في “عنها”، وأحد الممثلين الذين شاركوا فيه، أن الفيلم بحكايته يختزل حياة شعب كامل، فهو بدلالاته يتحدث عن ألم كل سوري وعن بطولة شعب بكامله، وقد أغراه العمل فيه وهو الذي اعتاد أن يكون مع أي تجربة جديدة لإيمانه أن الشباب هم من سيكملون المسيرة، وبالتالي لا بد من تشجيعهم لتقديم تجاربهم، موضحاً كمصمّم ديكور أن خياراته كانت تتناسب مع النص وما يريد أن يقوله وقد كانت قلعة دمشق إحدى هذه الخيارات: “كل هذه الآلام هي لشعب له حضارته الكبيرة”.
أمينة عباس