المغترب الياس حنّا يزرع الخير والسلام في وطنه
لم تمنعه المسافة البعيدة من التواصل قلباً وروحاً وجسداً مع وطنه، ظل بلده وتفكيره بشعبه هواه، نعيم الدنيا يكمن في وطنه. عندما تغرّب إلى البلاد البعيدة، أخذ وعداً وقطعه على نفسه تجاه الوطن الأم، بعد 50 عاماً يفي بعهده، إنه وفاء عظيم وعهد جميل، ووطن يستحق من أبنائه هذا الجمال في الوفاء. تحدث الياس حنا عن بعض تفاصيل المغترب: جئت حالياً في زيارة لوطني لتقديم بعض الواجبات والالتزامات الوطنية والاجتماعية والإنسانية، فقد شاركت مع مجلس مدينة القامشلي بالتبرع بزراعة 50 شجرة، تزرع في المدينة التي ولدت فيها، بالإضافة للاحتفال مع الفرق الرياضية والفلكلورية والفنية والموسيقية التي أسستها دعماً لتنمية المواهب اليافعة والشابة في المدينة، بالتزامن تحمّلت رعاية دار العجزة في المدينة، مع خدمات إنسانية واجتماعية باتت يومية منذ سنين.
عن رحلة الاغتراب الأولى، يتحدث الياس: قبل 50 عاماً اتجهت إلى أمريكا بهدف إكمال دراستي الجامعية، فيها نلت الإجازة من كلية هندسة ميكانيك، مع نيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال. عندما تحسنت أحوالي، باشرت على الفور بدعم أبناء بلدي، بتبني دراسة المئات من الطلبة الجامعيين على نفقتي الخاصة، ومثلهم كبار السن يحتاجون الرعاية، وأسست فرقاً رياضية وفنية وتعليمية ليتمسك الشباب والأطفال واليافعون والأسر بوطنهم، ولا يهجرونه، وأكثر من ذلك عرضت على الشباب مساعدتهم بالزواج، وإعالة أسرهم لعدة سنوات، هذه الأفكار والمبادرات انطلقت من القامشلي، مرت بالحسكة، وصلت إلى حلب، والقادم سيكون في مدينة حمص، وغيرها، كل ذلك واجب الوفاء تجاه وطن قدم لنا الكثير والكثير.
عبد العظيم العبد الله