مدير مشفى جراحة القلب الجامعي يدعو لإقامة مراكز لإجراء عمليات “قلب ولادية” في مختلف المحافظات
دمشق- لينا عدرة
أكد الدكتور حسام خضر مدير مشفى جراحة القلب الجامعي في تصريح خاص لـ “البعث” أن وجود مراكز متخصصة في مختلف المحافظات تعمل على إجراء عمليات قلب ولادية على اختلافها، سواء “البسيطة منها أو المعقدة”، سيخفف العبء عن مشفى جراحة القلب الجامعي، خاصة أنه المشفى الوحيد في سورية الذي يجري هذا النوع من العمليات، متسائلاً: ما المانع من إجراء عمليات بسيطة في المناطق الشمالية كحلب، أو المنطقة الوسطى، أو غيرها من المناطق بشكل يؤدي إلى جعل العمل أكثر سلاسة،
وأكد الدكتور خضر أن المعاناة تتمثّل بعدم وجود مراكز متخصصة تجري هذا النوع من العمليات، باستثناء مشفى جراحة القلب الجامعي الذي أجرى في هذا العام 370 عملية قلب ولادية ما بين “معقدة وبسيطة” لمرضى من كل المحافظات، وهو – من وجهة نظره – رقم كبير، خاصة مع توقف المشفى لفترة زمنية عند تحويله لمركز استقبال مرضى كورونا.
وأضاف إن ما نحتاجه اليوم كخطوة أولية وملحة هو إجراء هذا النوع من العمليات في كل المشافي المتخصصة بجراحة القلب المنتشرة في مختلف المحافظات، لافتاً لصغر حجم مشفى جراحة القلب الجامعي، مقارنة مع حجم العمل الكبير، الأمر الذي أدى كنتيجة طبيعية وحتمية لهذا الضغط إلى تأخر عدد كبير من العمليات، مؤكداً في الوقت نفسه تقديمهم عرضاً لأكثر من مرة لإرسال فريق متخصص من المشفى إلى المحافظات الأخرى بشكل دوري للمساعدة، ما سيسهم بتخفيف الضغط عن كل الأطراف، بما فيها الأهالي الذين يتكبدون عناء القدوم إلى دمشق، علماً أنه، رغم كل الضغط الكبير على المشفى – والكلام لخضر – مازال يحقق نسب نجاح عالية جداً للعمليات البسيطة، ونتائج مشابهة تماماً للنسب العالمية فيما يتعلق بالعمليات الأكثر تعقيداً التي تحتمل نسب خطورة عالية، كالتشوّهات الصمامية الكبيرة، مؤكداً إجراء أعقد العمليات بكفاءة عالية جداً من قبل جرّاحين أصحاب كفاءات عالية وخبرات، سواء في تحضير المريض، أو متابعته.
أما فيما يتعلق بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض وآفات القلب الولادية المنتشرة في كل دول العالم، بما فيها سورية التي ترتفع فيها نسبة هذا النوع من الأمراض، وعلى وجه التحديد في منطقة الجزيرة، ولأسباب كثيرة، بغض النظر عن ماهيتها التي قد تكون وراثية نتيجة تزاوج الأقارب، إضافة إلى ارتفاع نسب “تشوّهات القلب الولادية” بين مرضى متلازمة داون، فإن الكشف المبكر عند الولادة يساهم باكتشاف المرض، خاصة مع تطور الايكو ومتابعة الحوامل، الأمر الذي دفع بعض الدول لاتخاذ “قرار بالإجهاض” في حال تم اكتشاف هذا النوع من الآفات أثناء فترة الحمل.
وبيّن خضر أن اكتشاف آفات القلب الولادية لدينا قد يظهر أثناء الولادة نتيجة فحص طبي “ايكو” من قبل طبيب الأطفال، أو ربما يكتشف عند الأطفال بعد عمر ثلاث سنوات أو أكثر، وقد يتأخر الاكتشاف لأعمار متقدمة قد تصل في حالات كثيرة لـ سن 20 أو 30 نتيجة الولادة عند “قابلة أو في البيت أو عدم الولادة في مشفى مركزي”، وانطلاقاً من هذه النقطة يُرجع خضر ارتفاع النسب عالمياً للتأخر في اكتشافها، بما فيها سورية طبعاً، مشيراً في ختام حديثه إلى فصل الشعبة الوحيدة الموجودة في مشفى الأطفال في الفترة السابقة عن مشفى جراحة القلب الجامعي، مؤكداً عدم توقف المشفى عن العمل رغم كل الظروف الصعبة، وحجم الضغط الكبير عليه.