أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

روسيا لا تستبعد نشر الأسلحة النووية في بيلاروس إن أقدم الناتو على نشرها في بولندا

لم يستبعد الكرملين اليوم الاثنين إمكانية قيام روسيا بنشر أسلحة نووية في بيلاروس في حال قيام الناتو بنشر هذه الأسلحة في بولندا.

وخلال موجز صحفي علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على إعلان مينسك أنها ستعرض على روسيا نشر أسلحتها النووية في بيلاروس في حال قيام حلف شمال الأطلسي بنشرها في الأراضي البولندية: “ليس سرا على أحد أن نشر أسلحة مختلفة قرب حدودنا قد تمثل تهديدا لنا سيتطلب اتخاذ تدابير متناسبة من أجل إعادة توازن الوضع”.

وذكر بيسكوف أنه من السابق لأوانه تقييم رد الدول الغربية على مقترحات موسكو المتعلقة بضمانات الأمن. وقال المتحدث باسم الكرملين: “لقد سمعنا أقوالا عن مصادر مختلفة حول وجود استعداد لمناقشة (هذا الموضوع)، ولعل ذلك يمكن اعتباره عاملا إيجابيا. لكن أي جواب محدد لم يأت بعد، لذا فمن المبكر إصدار أي تقييمات

في الأثناء، أعلن نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف، أن واشنطن لم تظهر بعدُ أي ردود فعل على مقترحات موسكو حول الضمانات الأمنية وأن بلاده تنتظر الردّ.

وقال ريابكوف في تصريح اليوم نقلته وكالة تاس: “حتى الآن لا نرى سوى بعض التصريحات العلنية ومعظمها ليس من جانب ممثلي الولايات المتحدة، ولكن هذا أمر له قيمة والمهم ما ستخبرنا به واشنطن”.  مشيراً إلى أن روسيا تنطلق من أن الاتصالات بشأن الضمانات الأمنية ينبغي إجراؤها في صيغة ثنائية مع الولايات المتحدة.

وتعليقاً على تصريحات مفوّض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل حول ضرورة مشاركة الاتحاد الأوروبي في هذه المفاوضات، قال ريابكوف: “لقد أخذنا ذلك في الاعتبار ونقترح أن تكون الولايات المتحدة بالذات من نجري معها المفاوضات الثنائية حول هذا الموضوع”.

ووفقاً لريابكوف من المستبعد أن تتخلى واشنطن عن المفاوضات مع موسكو بشأن الضمانات الأمنية، لكنها ستحاول إحاطتها بشروط وستحاول إطالة العملية.

واعتبر ريابكوف أن العلاقات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة ستتحسّن إذا بدأت واشنطن بالمفاوضات بشأن الضمانات الأمنية.

وفي السياق ذاته، قال قسطنطين غافريلوف رئيس وفد روسيا في محادثات فيينا حول الأمن والحدّ من التسلح: إن الولايات المتحدة ستضطر للدخول في حوار مع روسيا حول الضمانات الأمنية سواء رغبت بذلك أم لا.

وأضاف الدبلوماسي الروسي: “يجب التحدث مع الأمريكيين بشكل مكثف. وسيتعيّن عليهم الدخول في حوار ومناقشة مقترحاتنا المحدّدة، سواء أحبّوا ذلك أم لا. وفي حال العكس، كما أعلنت قيادة الخارجية الروسية بوضوح، سيتم اتخاذ خطوات عسكرية -فنية وعسكرية، أو تشكيل تهديدات مضادة جديدة لدول ناتو”.

وفي وقت سابق، قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو: لدى الغرب طريقان: أن يأخذ بجدية مقترحات روسيا الاتحادية بشأن الضمانات الأمنية في أوروبا، أو التعامل مع بديل عسكري فني.

وأشار غروشكو أمس إلى أن مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية التي طرحتها على الغرب، لا تنطوي على أي أجندات خفية.

وتابع: “لقد تم إعداد المقترحات بشكل يكون واضحاً تماماً. يتم انتقادنا لأننا منفتحون جداً، ولكننا ننطلق من أننا في نقطة تحوّل محفوفة بالمخاطر في العلاقات الدولية”.

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن إعلان الاتحاد الأوروبي استعداده لمناقشة قضايا الأمن الأوروبي بشكلها الحالي، يعني شيئاً واحداً، وهو أن أوروبا تخضع بالكامل لسيطرة الحلف في هذا المجال.

وأكد غروشكو، أن موقف الولايات المتحدة بشأن مقترحات الضمانات الأمنية التي قدّمتها موسكو، سيكون حاسماً في تحديد قرار الحلف بشأن تلك المقترحات.

واستطرد: “إذا انطلقنا من حقيقة أن حلف ناتو يعمل على أساس الاتفاق الجماعي في الرأي، سيكون موقف الولايات المتحدة حاسماً بالطبع”.

وأضاف: “العنصر الأساسي هو بالطبع الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، لقد صرّحنا بذلك، وعلاوة على ذلك أعلنّا أن لدينا فريق تفاوض جاهزاً في أي لحظة للبدء في العمل على نص مسودة الاتفاقية التي سلّمناها للأميركيين”. وأوضح غروشكو أن حلف ناتو، لم يتواصل بعد مع موسكو بشأن المقترحات التي قدّمتها.

من جهة أخرى، قال مصدر في المجمع الصناعي العسكري الروسي: إنه تم تأجيل أول تجربة إطلاق لأحدث صاروخ “سارمات” الباليستي العابر للقارات الذي يعمل بالوقود السائل إلى عام 2022.

وأضاف المصدر: “تم تأجيل الإطلاق التجريبي الأول لصاروخ سارمات الباليستي، من كانون الأول 2021 إلى الربع الأول من عام 2022”.

ولم يتمكّن مراسل “تاس”، من الحصول على أي تأكيد رسمي لهذه المعلومات. وفي وقت سابق تم الإعلان، عن تغيير برنامج اختبار صاروخ “سارمات” الباليستي العابر للقارات: بدلاً من إطلاق صاروخين من مطار بليستسك في عام 2021، سيتم في كانون الأول إطلاق صاروخ واحد.

وشدّد المصدر على أنه، إذا تمت عملية الإطلاق بشكل ناجح في عام 2022، سيتم اتخاذ قرارات بشأن وضع هذه المنظومة الصاروخية في خدمة القوات المسلحة الروسية.

ومن المقرر أن يحل صاروخ “سارمات” العابر للقارات محل صاروخ “فويفدا” الاستراتيجي الأقوى في العالم بين الصواريخ المنطلقة من اليابسة (الشيطان SS-18 حسب تصنيف ناتو) في قوام القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية.

ومنظومة “سارمات” وهي “إر إس – 28” هي منظومة صاروخية استراتيجية من الجيل الخامس، وتطلق من البر.

وتعادل الطاقة التدميرية للرؤوس التي يحملها صاروخ “سارمات” 800 كيلو طن، بينما تزن الحمولة المفيدة فيه 10 أطنان، وطوله 35.5 متراً.