زحمة مباريات في أجواء جوية صعبة.. وكرتنا تستغيث!!
ناصر النجار
المتابع للنشاط الكروي في هذه الأيام يلاحظ زحمة كبيرة في ملاعبنا لأداء المباريات الرسمية وسط جدول مضغوط لا طائل منه، وما زاد من مساوئ الضغط حالة الملاعب المزرية، إضافة إلى حالة الطقس في أيام الخير، وقد حوّلت ملاعبنا العشبية إلى برك مائية وطينية، أما الملاعب الصناعية فقد اهترأت تماماً، وبعضها دخل مرحلة الشيخوخة المبكرة.
ومنذ عودة الدوري الكروي الممتاز إلى ساحة النشاط، ازدحمت الملاعب، وبتنا نرى كل يوم تعديلاً في جدول المباريات لعدم وجود ملعب فارغ، وتأجيلاً لمباريات أخرى بسبب الأحوال الجوية السائدة، فتم تأجيل مباراة الجمعة بين حطين والشرطة لأسباب المطر والأحوال الجوية، وبالمقابل أصرت اللجنة المؤقتة على إقامة مباراة جبلة والفتوة في اليوم التالي والظروف الجوية لم تتحسّن، والملعب ذاته لم يتغير، لذلك كان السؤال: لماذا تم تأجيل مباراة الجمعة، وتم الإصرار على إقامة مباراة السبت؟.. أمر يدعو للاستغراب والدهشة، ومن تابع مباراة جبلة والفتوة شعر بالإشفاق على الفريقين وهما يؤديان هذه المباراة بظروف غير طبيعية!
الأحد أقيمت باللاذقية مباراة شباب حطين مع الجيش، وسط عاصفة مطرية أغلقت فيها نصف الشوارع، فهل حققنا الفائدة من إقامة المباراة وسط هذه الأجواء؟ وتبقى الشكوى قائمة من مدربي فرق الشباب عن سبب هذا الضغط غير المبرر لدوري الشباب ولم تتبق من الدوري في رحلة ذهابه إلا مرحلتان؟!
فريق شباب العربي خسر أمام الكرامة بنصف دزينة من الأهداف، ثم فاز بالمباراة التي تليها على النواعير بنصف دزينة من الأهداف أيضاً، وفي سؤال المدرب عن هذا التناقض قال: ضغط المباريات ومشقة السفر أجهدا الفريق بلقاء الكرامة فخسرنا، ولم نكن نملك الوقت لمعالجة اللاعبين المصابين واستشفائهم فغابوا عن مباراة حمص، وفي اللقاء التالي اكتملت الصفوف ففزنا، فالضغط يسهم بالإجهاد والإصابات، وإذا كان مثالنا الحي فريق العربي، فهناك الكثير من الأمثلة، لدرجة أن الفرق التي تفوز اليوم تخسر المباراة الثانية، وهذا حدث مع المنافسين على اللقب كالاتحاد والجيش وتشرين، وغيرهم.
هذا الحديث ينسحب على مباريات الدوري الممتاز، حيث من المقرر أن تقام مباريات المرحلة التاسعة يومي الثلاثاء والأربعاء، ومع الأوضاع الصعبة للملاعب فإن إقامتها أثناء المنخفض الجوي ستزيد من تعاسة الملاعب، وتسهم بسوئها أكثر فأكثر، ولا نجد ضرورة لإقامتها تحت ضغط من المدرب الروماني تيتا الذي يريد رؤية أكبر عدد من اللاعبين والمباريات في هذه الفترة قبل أن يقيم معسكره الداخلي الأول المغلق نهاية الأسبوع المقبل، وبمثل هذه الأجواء وهذه الملاعب لن يجد ضالته من اللاعبين المميزين لأن الأجواء المناخية الصعبة مع سوء الملاعب لن تسمح للاعبين بتقديم أفضل ما عندهم، فضلاً عن احتمال تعرّض البعض للإصابات، والعديد من مباريات هذه المرحلة جماهيرية كمباراة جبلة مع تشرين، ومع وضع ملعب الباسل باللاذقية، والبعث بجبلة بالصيانة، ووصول ملعب المدينة الرياضية إلى أسوأ حال، أين ستقام المباراة؟ وإن أقيمت هل سيسمح واقع الحال بمباراة كروية مرموقة، أم بمباراة تشبه مباريات الأحياء الشعبية؟ الكلام نفسه سينسحب على مباراة الجيش مع الوحدة التي ستقام بملعب الجلاء الصناعي الذي سيكون مشبعاً بالماء، من المفترض أن تكون الحكمة ضالة اللجنة المؤقتة فتعمل على تأجيل المباريات أو بعضها من أجل إقامة دوري يحقق أهدافه الفنية، فالغاية من الدوري ليست إقامة مباريات فقط، إنما إقامتها ضمن شروط تحقق العدالة، وتهيئ كامل الظروف لأداء جيد جميل، وتحمي اللاعبين من خطر الإصابات، وكما تم تأجيل الدوري أكثر من مرة ولأوقات طويلة كرمى مشاركة المنتخب الأول في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم وكأس العرب، لن تخسر اللجنة المؤقتة بتأجيل هذه المرحلة لأسباب طارئة وموضوعية.