نقص الأصناف وارتفاع أسعارها ينعشان سوق الدواء السوداء
حمص- صديق محمد
بات نقص بعض الأدوية وغياب البعض الآخر، بالتوازي مع ارتفاع أسعارها، يؤرّق المواطنين، وخاصة الذين يتطلّب وضعهم الصحي توفر الأدوية بشكل دائم كون غيابها يهدّد حياتهم.
“البعث” التقت عدداً من الصيادلة في حمص، الذين أجمعوا على وجود نقص في بعض الأدوية العصبية بشكل كبير والتي لا تُصرف إلا بموجب وصفة طبية نظامية، معتبرين أن ارتفاع أسعار الأدوية اليومي يستنزف رأسمال الصيدلاني، فعلبة الدواء التي يبيعها لا يستطيع تعويضها، إضافة إلى أن هامش ربحه بسيط، مطالبين بإصدار التسعيرة المناسبة ليحصل المواطن على الدواء بسعر منطقي يتوفر في كل الصيدليات.
ولم يخفِ الصيادلة السوق السوداء للأدوية الوطنية، إذ يضطر الصيدلاني إلى شراء ما ينقصه من أدوية من هذه السوق وبأسعار مرتفعة بما يعادل ضعف تسعيرة العموم المسجلة، وهذا يؤدي إلى رفع السعر عند بيعه للمواطن لأن المهمّ اليوم هو توفير الدواء أكثر من الاهتمام بالسعر، إذ بات مطلب الكثيرين -في ظل البحث المضني عن نوع محدّد من الأدوية- هو توفير الدواء بأي سعر..!.
وطالب الصيادلة وزارة الصحة بالإسراع في إصدار تسعيرة جديدة قبل فقدان أغلب الأدوية المطلوبة يومياً، وخاصة السيتامول وأدوية الصرع والاختلاجات والمراهم، مشيرين إلى أن كمية كلّ طلب من المستودعات أقل من المطلوب، وبسعر زائد عن الدفعة السابقة، إضافة إلى تحميل بعض الأدوية الراكدة مع مدة صلاحية تقترب من الانتهاء عند كل طلبية مما يزيد من خسارة الصيدلاني في هذه المواد.
الدكتور شادي طرابلسي رئيس فرع نقابة صيادلة حمص أكد أنه لا فقدان لأي من الزمر الدوائية في الصيدليات، حيث يوجد بديل لأي زمرة، موضحاً أنه لم يسجل فقدان كامل لزمرة معينة، لكن أحياناً المواطن يريد الاسم التجاري نفسه للدواء وقد يكون غير متوفر في بعض الصيدليات، غير أن البديل متوفر والتركيب نفسه وبالفعالية ذاتها.
وحول تسعيرة الدواء، اعتبر طرابلسي أن طرح الأدوية في السوق الدوائية من قبل المعمل بسعر أعلى من السعر المحدّد من قبل وزارة الصحة وضع الصيادلة عرضة للهجوم، فالصيدلاني أمام خيارين إما أن يمتنع عن شراء الدواء بسعر أعلى أو أن يستكين لهذه الظاهرة ويعمل على تأمين الأدوية بالسعر الذي يُعرض عليه!.