المصالح تفرض نفسها في كرتنا.. و”تيتا” ليس المنقذ!
ناصر النجار
ما أشبه اليوم بالأمس، ونحن نرى من يكيل الإطراء والمديح للمدرّب الروماني تيتا، فنتذكر أيام المدرّب التونسي نبيل المعلول وقد قدّمه لنا من استورده إلينا على أنه المدرّب الحلم لكرتنا، وتبيّن فيما بعد أنه أقل من عادي وعقده كان تجارياً أكثر منه رياضياً!.
واليوم تتكرّر الصورة وتتشابه الأحداث، ومن استقدم تيتا يقدّمه على أنه منقذ الكرة السورية، وأن منتخبنا ذاهب بقيادته إلى المونديال، وأن وصوله إلى الملحق الآسيوي مجرد وقت فقط.
الكثير من المراقبين شكّكوا بوضعية تيتا وشهاداته، وأكدوا بالأدلة أنه لم يدخل أي نادٍ منذ أكثر من خمس سنوات، والمضحك المبكي في الموضوع أن الجميع يعرف (البير وغطاه)، فتيتا ليس غريباً على كرتنا وسيرته الذاتية مكشوفة، ونستغرب بمن يكيل له هذا الكمّ من المديح متناسياً عناوين الفشل بالخسارة المرّة أمام موريتانيا.
ومن هنا نتساءل: إذا كانت أبواب التأهل نحو دور الثمانية مشرّعة أمام منتخبنا، ولم يبق إلا أن نتجاوز موريتانيا بأسهل المباريات أمام أضعف المنتخبات المشاركة، وفشل تيتا في هذه المهمة، فأي إنجاز تحقّق من هذه المشاركة؟ ومن تغنّى بالفوز على تونس فإنه واهم لأن هذا الفوز ثبت فيما بعد أنه طفرة استغل فيها منتخبنا ظروف المباراة ولم تكن قاعدة لأنه فشل في البناء على الفوز والسير قدماً نحو ربع النهائي.
الغريب في الأمر أن المتعاقدين مع تيتا طبّلوا له ونفخوا فيه روح الغرور، فصار يفرض شروطه على كرتنا ويهدّد بعدم التعاقد مع منتخبنا والعودة من حيث أتى، وكأن العروض تنهال عليه من كل حدب وصوب، وهذا ما تسبّب بانشقاق كبير في قيادة اتحاد كرة القدم.
عملية التسويق لتيتا بانت أهدافها القريبة والبعيدة وكشفت أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم ليس لها في العير ولا في النفير، وأن ما يحدث اليوم سيشكل أزمة كروية كبيرة أكبر من الأزمة التي نعيشها اليوم، لكننا نؤكد أن كلّ ما يحصل اليوم سيكون بمسؤولية اللجنة المؤقتة التي حققت الفشل الذريع رغم كل (البربوغندا) الإعلامية التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى دون أن نرى على أرض الواقع أي شيء مفيد يعود على كرتنا بالخير على الصعيدين الداخلي والخارجي.
أهم شيء أنجزته اللجنة المؤقتة أنها أطالت وجودها حتى نهاية آذار، ما يعني المزيد من السياحة والسفر والغنائم، ليأتي الجدد بالأسطوانة المشروخة ذاتها التي تقول: استلمنا اتحاد كرة القدم خراباً! كما فعلت اللجنة المؤقتة عندما استلمت من الاتحاد السابق المستقيل، فلم تبادر إلى إصلاح الخراب بل زادت الطين بلة لنعود مرة أخرى إلى المربع الأول!.
لم تعد تعنينا استقالة رئيس اللجنة المؤقتة أو عودته عن الاستقالة وما حدث بينهما خلال الأسبوع المنصرم، ففي استقالته سجل موقفاً، وفي عودته أنقذ القائمين على كرتنا من مساءلة الفيفا، وفي اختيار المدير الفني الجديد للمنتخب تأكد لنا أن رئيس اللجنة عاد ليوقع على بياض.. و”كأنك يا أبو زيد ما غزيت”!!.
أخيراً نقول: إن أخبار النشاطات المحلية التي غرقت فيها فرقنا بوحول الملاعب أكدت أن كرة القدم في وادٍ والقائمين على كرتنا في وادٍ آخر، وصراع المراكز والمناصب جعلهم غافلين عما يحدث في ملاعبنا، وبالمحصلة العامة فإن كرتنا أكبر الخاسرين ضمن هذه الأجواء غير الصحية.