بوتين: تمدد الناتو شرقا مرفوض وعلى الغرب الإسراع بتقديم ضمانات أمنية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض بلاده أي تحرك لحلف شمال الاطلسي “الناتو” شرقاً وباتجاه الحدود الروسية مشدداً على أنها ستعمل لضمان أمنها بغض النظر عن نتائج التفاوض مع الغرب.
وقال بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي اليوم إن استمرار امتداد الناتو شرقا غير مقبول والولايات المتحدة هي التي جاءت بصواريخها إلى حدود روسيا وعلى الغرب تقديم ضمانات أمنية إلينا وبشكل سريع مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لمناقشة الضمانات الأمنية مع الغرب من منصة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
ولفت بوتين إلى أن قرار عقد محادثات بشأن الضمانات الامنية مع الولايات المتحدة الشهر القادم قرار إيجابي ونأمل أن نمضي قدما لأن رد الأمريكيين على مبادرة الضمانات الأمنية إيجابي بشكل عام موضحاً أن تصرفات روسيا لن تعتمد على تقدم المفاوضات بشأن هذه الضمانات بل على ضمان أمنها.
وشدد بوتين على أن روسيا لا تهدد أحدا وهي مستعدة لإقامة علاقات حسن جوار مع أوكرانيا لكن هذا الأمر مستحيل في ظل وجود حكومة كييف الحالية مؤكداً أن اتفاقيات مينسك حول أوكرانيا هي الحل الوحيد الممكن لكن كييف لا تريد تنفيذها.
وحذر بوتين من وجود مخطط يقضي بإنشاء منطقة معادية لروسيا عند حدودها، مشيرا إلى أن تصدير الغرب الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا قد يدفع المتشددين في هذا البلد إلى محاولة حسم قضية دونباس بالقوة مرة أخرى واستعادة القرم.
وأكد الرئيس أن روسيا مستعدة لإقامة علاقات حسن جوار مع أوكرانيا، لكن هذا الأمر مستحيل في ظل وجود حكومة كييف الحالية، قائلا إن الرئيس الأوكراني الحالي فلاديمير زيلينسكي خضع لنفوذ “المتشددين والنازيين”.
وحمل بوتين مرة أخرى الحكومة الأوكرانية المسؤولية عن التهرب من تطبيق التزاماتها بموجب “اتفاقات مينسك” بشأن التسوية في دونباس، مشددا على أن سكان دونباس هم من يقرر مصير منطقتهم.
في الأثناء، أعلنت روسيا أنها تنتظر من الولايات المتحدة ردا بشأن موعد بدء مفاوضات بخصوص مبادرة “الضمانات الأمنية” التي قدمتها موسكو إلى الغرب.
وذكر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في حوار مع مجلة “الحياة الدولية” نشرت اقتباسات منه اليوم الخميس: “المناقشات والحوارات يجب أن تعقبها خطوات محددة، ولذلك لا نزال ننتظر ردا واضحا من الجانب الأمريكي بشأن الموعد الذي سيكون فيه مستعدا لإطلاق حوار ثنائي معنا، وكنا قد قدمنا إلى الجانب الأمريكي مقترحاتنا، خصوصا بشأن موعد إطلاق هذا الحوار”.
وذكّر ريابكوف بأن روسيا منذ البداية أبدت استعدادها لبدء هذا الحوار فورا دون أي تأخر أو تعثر، مشددا على ضرورة بدء العمل بسرعة على هذه المسألة بالغة الأهمية، ولا يمكن تأجيل ذلك مجددا لما بعد عيد رأس السنة القادم.
وتابع: “علينا وضع حد لاستمرار تمدد الناتو والبنى التحتية الخاصة به وقدراته نحو الشرق، واستبعاد إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ويتعين علينا ضمان أمننا، على الأقل في المعايير والحدود القائمة في لحظة إبرام الوثيقة الأساسية للعلاقات الثنائية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي عام 1997.
وشدد المسؤول الروسي على أن بلده يسعى إلى إضفاء طابع رسمي على المقترحات التي قدمها إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو في وقت سابق من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن موسكو ترفض أي شروط مسبقة من قبل حلف الناتو تقضي بضرورة اتخاذ روسيا داخل أراضيها أي “خطوات تعجب واشنطن وغيرها من عواصم دول الناتو”.
وأوضح نائب الوزير إلى أن روسيا في هذه الحالة (في حالة وضع شروط) ستخلص إلى استنتاج بأن ليس لدى الولايات المتحدة أي إرادة سياسية لإبرام اتفاقات، وأن واشنطن “تستخدم هذه التطورات كستار لمواصلة سياساتها السابقة للتموضع عسكريا في أوكرانيا ودول أخرى بأهداف موجهة ضد روسيا”.
وتابع: “هذا ما دفعنا إلى طرح مقترحاتنا، وفي هذه الحالة ستقع المسؤولية عن استمرار تفاقم الوضع – وهو أمر لا مفر منه في هذا السيناريو – على عاتق الجانب الأمريكي وحلفاء الولايات المتحدة”.