مواهب واعدة في معرض للفنانين الهواة
حمص – آصف إبراهيم
ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي يقيم اتحاد الفنانين معرض الهواة الذي يشترك فيه نحو خمسة وعشرين شاباً وشابة من أعمار متفاوتة تتراوح بين ١٤ و٢٥سنة في صالة اتحاد الفنانين “صبحي شعيب”، في تقليد شبه دوري يسعى الاتحاد من خلاله للإضاءة على تجارب إبداعية شابة تنتظر أن تشقّ طريقها نحو الاحتراف أو تأخذ فرصتها في صقل موهبتها.
يضمّ المعرض أكثر من ستين لوحة نقرأ من خلالها مشاريع فنية متميزة رغم تفاوت المستوى الظاهر بين المشاركة والأخرى، حيث تتنوع الأفكار والأساليب والقراءات الفنية، ويبتعد بعضها عن النمطية والنسخ التسجيلي ليغوص عميقاً في الحالات الإنسانية المتنوعة، والاشتغال على التفاصيل والتشكيلات الفنية والجمالية في اللوحة سواء أكان الموضوع تجسيداً للطبيعة بواقعيتها المفرطة، أو برؤية تعبيرية انطباعية، وكذلك في البورتريه التي يجتهد الفنان في إظهار الانفعالات الإنسانية بالأدوات المختلفة.
يشتغل المشاركون في المعرض على مختلف المواضيع الجمالية والحياتية، بدءاً من المرأة بحالاتها المختلفة وما تمثله من رمزية واقعية لقضايا اجتماعية وجمالية، إلى العمارة وجمالية المكان بما يحمله من ذاكرة جمعية تمثل تاريخاً عابقاً بالحكايا والحوادث، إلى الطبيعة الصامتة ومحاولة إبراز براعة التشكيل اللوني وتوزع الظل والضوء ورمزية الكتل وترابطها مع بعضها البعض ضمن قراءة واحدة، إلى الحالة التسجيلية. كما لا يخلو المعرض من النسخ الجامد عن صور ولوحات معروفة في تقليد يخلو من اللمسات الإبداعية الضرورية لإثبات سعة الأفق والخلق الفني البارع. كما يحاول بعض المشاركين التطرف في الكثافة اللونية كمحاولة لخوض غمار التجريب، لكن العشوائي هنا، الذي يطلق العنان للأدوات تشق طريقها نحو موضوع غير منسجم في تفاصيله ومعالمه.
مع هذا نجد أن هذا المعرض يستمد أهميته من دوره الفاعل في إماطة اللثام عن مواهب واعدة لها حضورها المستقبلي في الحركة التشكيلية للمدينة كمشروع أوليّ.