الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان السورية والروسية: عودة المهجرين إلى ديارهم أولوية وطنية سورية
أكدت الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان السورية والروسية حول تفعيل عملية عودة اللاجئين إلى ديارهم أن عودة المهجرين إلى ديارهم هي أولوية وطنية للقيادة في سورية.
وقالت الهيئتان في بيان صدر اليوم عقب الاجتماع المشترك الموسع لهما حول نتائج العمل خلال هذه السنة في مجال عودة المهجرين إلى ديارهم واستعادة الحياة السلمية على أراضي الجمهورية العربية السورية: إنه نتيجة للجهود التي بذلتها القيادة السورية في المناطق المحررة من الإرهابيين يتم العمل على إعادة الحياة الطبيعية حيث تتصاعد وتائر العمل لإعادة إعمار البنية التحتية والزراعية وتنفيذ المشاريع المتعلقة بترميم الطرق ومد خطوط الكهرباء والمباني السكنية الجديدة والمدارس والمستشفيات كما يولى اهتمام خاص بتطوير شبكة المياه ووضع محطات ضخ المياه بالخدمة وتحسين الآبار الارتوازية تقنياً ما يسمح بتلبية احتياجات السكان من مياه الشرب بما يساعد في تأمين عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم.
وأوضح البيان أنه منذ أيلول 2018 عاد 2338141 مواطناً سورياً إلى ديارهم مؤكداً الدعم المقدم من روسيا الاتحادية للجانب السوري في تنفيذ المهام الإنسانية الملحة في إطار الاتفاقيات التي تم التوصل إليها.
تنامي التعاون بين الوزارات السورية والروسية في مختلف المجالات
وأشار البيان إلى أنه وفي إطار تطوير التعاون بين البلدين وتقديم الدعم الإنساني الشامل للشعب السوري نظمت روسيا الاتحادية في شهري تموز وتشرين الثاني الماضيين زيارات عمل للوفود الوزارية الروسية المشتركة إلى سورية ضمت 22 وزارة و23 إقليماً و18 منظمة ما يؤكد الاهتمام الذي توليه الدولة الروسية لقضية إعادة إعمار سورية مشدداً على أن هذه الصيغة ساهمت في تنامي التعاون بين الوزارات السورية والروسية في مختلف المجالات حيث تم خلال هذا العام فقط التوصل إلى 10 اتفاقيات مهمة بين الجانبين.
وأوضح البيان أنه تم إيصال 7751 طناً من المعونات الإنسانية إلى سورية عام 2021 مقدمة من السلطات التنفيذية والأقاليم والمنظمات الروسية تضمنت مولدات كهربائية ومعدات طبية وأدوية ومواد غذائية ولوازم مدرسية وملابس وغيرها من المستلزمات الأولية كما تم خلال هذه الفترة إجراء 183 عملية انسانية تقريباً في جميع أنحاء سورية مضيفاً، إنه بمناسبة احتفالات رأس السنة ولتهنئة الاطفال السوريين المتضررين من الأعمال العدائية وصل وفد روسي إلى الجمهورية العربية السورية ونظم عدداً من الأعمال الإنسانية في محافظات سورية.
وأشار البيان إلى إقامة حفلات رأس السنة مع بابا نويل الروسي لأطفال شهداء الجيش العربي السوري معرباً عن الأمل في أن تساعد فعاليات عيد رأس السنة المخططة للأطفال السوريين على نسيان أهوال الحرب في أقرب وقت ممكن والتطلع بثقة إلى مستقبل مشرق.
وتابع البيان: إنه بفضل الجهود المنسقة للمختصين الروس والسوريين تم تنفيذ طيف واسع من المهام لعودة سورية إلى حياة طبيعية مؤكداً أن فرض الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إجراءات قسرية أحادية الجانب فضلاً عن الوجود غير الشرعي للقوات العسكرية الأجنبية في سورية يفرض تأثيراً سلبياً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني في البلاد.
الوضع في مخيم الركبان أصبح كارثياً
وأشار البيان إلى أن الشروط السياسية المطروحة التي تنص على ضرورة توسيع نطاق المساعدة الإنسانية وتكثيف أعمال التعافي المبكر تتناقض مع ممارساتهم التي تعيق عودة الحياة الطبيعية إلى سورية وتتناقض مع قرار مجلس الأمن 2585 لافتاً إلى أن الوضع الإنساني لا يزال حرجاً في المناطق التي تسيطر عليها الدول الغربية وخاصة في مخيم الركبان حيث أصبح الوضع كارثياً ويعاني سكانه من نقص الغذاء وعدم إمكانية الحصول على التعليم والرعاية الطبية المناسبة.
ولفت البيان إلى أن الحالة متأزمة أيضاً في المناطق التي تحتلها الولايات المتحدة شرق البلاد وفي مخيم الهول حيث تم تسجيل 84 عملية قتل و23 محاولة اغتيال لقاطني المخيم ما يشير إلى العجز الفعلي لواشنطن وأدواتها عن السيطرة على الوضع وضمان الأمن في المناطق التي تحتلها.
وقال البيان إنه إضافة إلى ذلك يستمر تسييس القضايا الإنسانية والترويج لموضوع ضرورة تقديم المساعدة إلى السوريين من خلال الممرات الإنسانية العابرة للحدود وخلافاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2585 يتم حظر جميع محاولات إيصال الإمدادات الإنسانية بوسائل بديلة لتلبية احتياجات السوريين بما في ذلك منطقة خفض التصعيد في إدلب مشيراً إلى أن شحنة قافلة شهر آب الماضي التي نقلتها منظمة الأمم المتحدة إلى إدلب ما زالت في المستودعات حتى الشهر الجاري وفي هذا الصدد يتم باستمرار تأجيل تقديم المساعدات الإنسانية لسكان إدلب والتي وافقت عليها الحكومة السورية برعاية الأمم المتحدة الأمر الذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن ويشهد على نية الغرب في مواصلة دعم الجيوب التي يسيطر عليها الإرهابيون من أجل الحفاظ على بؤر التوتر في البلاد.
ضرورة وضع حد لتسييس الأنشطة الإنسانية في سورية
ودعا البيان إلى وضع حد لتسييس الأنشطة الإنسانية في سورية وعدم تجاهل حل المشاكل الاجتماعية للسكان مؤكداً أهمية استبعاد استخدام آلية عبور الحدود لمساعدة الإرهابيين الذين يستخدمون المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة كوسيلة للتأثير على السكان المدنيين وجني الأموال من الإمدادات.
كما دعا البيان إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الانسانية لسورية إضافة إلى رفع العقوبات غير القانونية عن الشعب السوري لإعطاء دفعة جديدة للحل السياسي للأزمة في سورية بما يمكن من إحراز تقدم في سبيل إعادة الإعمار في البلاد.
وكان الاجتماع المشترك الذي عقدته اليوم الهيئتان الوزاريتان التنسيقيتان السورية الروسية حول عودة المهجرين بحث عبر “تقنية الفيديو” في قصر المؤتمرات بدمشق والمركز الوطني لقيادة الدفاع الروسي في موسكو الجهود المشتركة للهيئتين الهادفة إلى تأمين الظروف الملائمة لتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى أرض الوطن رغم العراقيل التي تضعها بعض الدول الغربية أمام ذلك.