صحيفة البعثمحافظات

تعديل امتحانات الصفوف الأربعة الأولى واختبار وطني للرياضيات والعلوم

دمشق – علي حسون

 تدرس وزارة التربية إمكانية تعديل النظام الامتحاني في الصفوف من الأول وحتى الرابع الأساسي، إذ أجرى مركز القياس والتقويم استبيانات حول التعديل بتوزيع استمارات استهدفت أطراف العملية التعليمية.

مدير المركز الدكتور رمضان درويش أوضح أن نسبة الموافقة على التعديل وصلت إلى 80%، ما يشير إلى موافقة معظم آراء أطراف العملية التعليمية على بنود الاستبيان المتضمنة اقتراح اعتماد ملف الإنجاز ليكون أداة أساسية لتقويم المتعلمين، واستخدام ملف الإنجاز كآلية بديلة للتقويم وانتقال المتعلمين في الصفوف (1-2-3-4).

ملف الإنجاز

وبيّن مدير المركز في تصريح خاص لـ “البعث” أن ملف الإنجاز يتضمن الأساليب الحديثة: (اختبارات شفوية- المشروع- أوراق العمل- الأداء العملي- الملاحظة- الأنشطة) في تقويم المتعلم، لافتاً إلى ضرورة عقد ورشة عمل تحضيرية مع شركاء العملية التربوية لوضع تصور حول تعديل نظام الامتحانات، مع تصميم حقيبة تدريبية لتدريب المعلمين حول ملف الإنجاز، وطريقة استخدامه كأداة تقويم للمتعلمين.

واعتبر مدير المركز أن تعديل نظام الامتحانات ضرورة ملحة مع التطور المعرفي والتكنولوجي، ومواكبة المناهج المطورة التي تعتمد على اكتساب المهارات، وإبداعات الطالب والاستنتاج، مؤكداً أن الوزارة تعمل على التعديل التدريجي في نظام الامتحانات، حيث ستبدأ من الصفوف الانتقالية لكي تصل إلى امتحانات الشهادتين، مضيفاً بأنه سيتم التركيز على جوانب الإبداع والمهارات والمعارف الوجدانية كي يخرج الطالب من الحالة الحفظية التلقينية، ونوعية الأسئلة التي تعتمد على الذاكرة، فالطالب وفق النظام الجديد سيجد نفسه أمام مساحات كبيرة في عملية الاستنتاج، وتقوية شخصيته، وحسن أدائه، وتمكين ثقته بنفسه.

وأفصح مدير المركز عن نية الوزارة إجراء اختبار وطني في مادتي الرياضيات والعلوم بالنسبة للصف الثالث والرابع والسادس والسابع والعاشر كي يتم قياس مستوى الطلاب ودخول التقييم العالمي.

مؤتمر تنسيق

وزارة التربية تحضّر لعقد مؤتمر بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول إعادة النظر في بنية التعليم ما قبل الجامعي والجامعي، بما يتناسب وحاجات سوق العمل، وقد قام مركز القياس بإجراء دراسة تحليلية لأسئلة اختبارات شهادة التعليم الأساسي والشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي للعام الدراسي (2020-2021) لتعرّف مدى مراعاة هذه المعايير، ومدى مراعاة مواصفات الاختبار الجيد، بالإضافة إلى تعرّف نسب الأسئلة وتصنيفها وفق المستويات: (المعرفية، الوجدانية، والأدائية)، وتبعاً لأنواعها: (مقالية وموضوعية) وفق الدرجات.

دراسات تحليلية

وأوضح مدير المركز أن المركز قام بدراسات تحليلية لنتائج الطلاب في صفوف الشهادات للكشف عن الثغرات ونقاط الخلل فيها، ودراسات تحليلية لأسئلة امتحانات الشهادات ونتائجها، إذ كشفت الدراسات عن تحقيق المعايير المطلوبة ككل، والمعايير الفرعية في المجالات التي تتضمنها شروط الاختبار الجيد في المواد الدراسية جميعها بدرجة قوية من حيث تنوع الأسئلة.

تفاوت درجات

وكشف مدير المركز عن وجود تفاوت بالدرجات بالنسبة لتلاميذ شهادة التعليم الاساسي، إذ تبيّن ارتفاع درجات التلاميذ في محافظات: (دمشق، درعا، السويداء، حمص، اللاذقية، طرطوس، دير الزور)، في مقابل انخفاض درجات التلاميذ في المواد الآتية: (اللغة الانكليزية، اللغة الفرنسية، الرياضيات، العلوم) في معظم المحافظات، وهذا يتطلب إعادة النظر باختبارات هذه المواد وسلالم تصحيحها.

وأكد مدير المركز أن المركز سيقوم بإجراء دراسة حول هذا الأمر من أجل معرفة الأسباب عن طبيعة الأسئلة أو المناهج أو أسلوب التدريس، ما يتطلب إجراء ورشة عمل مع واضعي أسئلة اختبارات شهادة التعليم الأساسي والثانوي حول معايير وشروط بناء الاختبارات الجيدة وتحليل نتائجها لتحسين وتطوير الاختبارات، وإجراء دورات للمعلمين والموجهين الاختصاصيين حول كيفية وضع أسئلة الاختيار من متعدد، وكيفية صياغة أسئلة تقيس المستويات العليا من التفكير، مشدداً على إجراء دراسة للبحث عن العوامل التي أدت إلى انخفاض درجات الطلاب في مادة الرياضيات كونها تعد مادة أساسية للفرع العلمي، والعوامل التي أدت إلى انخفاض معدلات الطلاب في الفرع الأدبي على مستوى القطر.

قياس الميول المهنية

ولم يغفل مدير المركز إجراء دراسة الخصائص السيكومترية لمقياس الميول المهنية، ودراسة حالة تلميذين: الأول  من الصف الثامن، والثاني من الصف التاسع، بالإضافة إلى نتائج الدراسة الاستطلاعية لاستمارة تحديد المستوى، وبطاقة الملاحظة لتلاميذ الفئة ب، وعرض أهم النتائج والمقترحات.

الجدير بالذكر أن المركز شدد في خطته لعام ٢٠٢٢ حول إجراء دراسات عن تطوير منظومة الامتحانات، وتقديم مقترحات لتطوير مدارس المتفوقين والمدارس الخاصة، وتقييم أدوات التقويم الالكترونية، فضلاً عن تطوير أدوات قياس لاستخدامها في تقويم الأداء، وتقويم مناهج التعليم المهني، وتطبيق اختبارات الذكاء المتعددة، والميول المهنية، وغيرها من المقترحات، وإجراء الدورات والأبحاث المقترحة.