ثقافةصحيفة البعث

معرض الخريف السنوي.. مهرجان اللوحة التشكيلية

شهد خان أسعد باشا التاريخي افتتاح معرض الخريف السنوي الذي يعتبر مهرجان الفنون التشكيلية، متوجاً الأيام التشكيلية السورية التي انطلقت فعالياتها في النصف الثاني من هذا الشهر، متضمنة تكريم عدد من الفنانين وافتتاح عدد كبير من المعارض في دمشق والمحافظات وإقامة عدد من المسابقات والندوات الفنية.

وأجمع متابعو معرض الخريف أنه جاء هذا العام على المستوى الأفضل قياساً للسنوات الماضية، وخاصة ما يخصّ التصوير الزيتي الذي يعتبر القوام الأساسي في العرض، حيث يفوق عدد اللوحات المائة لوحة في بعض الدورات، فقد تميّز معرض هذا العام بحسن توزيع الأعمال واختيار الأفضل منها، ومشاركة بعض الفنانين المميزين الذين لم يشاركوا في سنوات سابقة، ما أكسب العرض مستوى عالياً من جهة، وحقق تمازجاً بين التجارب المعروفة المخضرمة وتجارب الشباب الذين أتيح لهم المشاركة لتحقيقهم المستوى المطلوب من السوية في اللوحة المناسبة لمثل هذا المعرض الذي لا يخلو من منافسة بين الفنانين ومراجعة أعمالهم ومستواها قياساً لأقرانهم.

غلب على أعمال التصوير الزيتي طرح المواضيع التقليدية “المشهد الطبيعي والتعبيرية التقليدية والانطباعية والتجريبية أحياناً”، وحضرت تأثيرات ما يبث عبر قنوات التواصل والمواقع الإلكترونية في بعض الأعمال وغابت ملامح الحداثة بمعناها المعاصر، حيث لم نجد جديداً في هذا المجال، وخاصة في جوانب المفاهيمية وعروض الفيديو آرت والأعمال التركيبية، هذه المحاولات ربما لا تغيب عن أي معرض يقام في دول الجوار مما يجعل السؤال مشروعاً عن غياب مثل هذه الأعمال، وهل السبب يعود إلى مستوى التلقي ومستوى الطرح وغياب الفضاء المناسب لمثل هذه العروض؟، أم أن حالة الثبات هي السمة الأكثر وضوحاً في التشكيل السوري، حيث غياب المغامرة والخوف من تجاوز المألوف والمتفق عليه، ولربما تكمن الإعاقة في تلك الإمكانات المرصودة من قبل المؤسّسة الثقافية الرسمية الراعية للمعرض حيث تكتفي بالعادي والمكرّر من التشكيل!، علماً أن هناك أكثر من جهة تبنّت طروحات تشكيلية جديدة وعرضتها وقد لاقت القبول والاستحسان.

من أعمال التصوير الزيتي التي تميّزت في المعرض لوحة للفنان عمران يونس الذي يعدّ من التعبيريين السوريين المميزين، ولوحة لعبد جميل قاشا وهو من جيل الفنانين الشباب الذين سيكون لهم شأن في الحياة التشكيلية، فيما راوحت أعمال المخضرمين في مكانها وبعضهم أساتذة في كلية الفنون الجميلة حيث لا جديد يذكر، إلا أن تجربة خليل عكاري ما زالت حاضرة بقوة من خلال اللوحة المعروضة والتي تمثل عدداً من الأشجار الملونة. ومن العارضين: شفيق اشتي، إحسان عنتابي، أسماء فيومي، لبيب رسلان، حسان أبو عياش، عبد الله مراد، نزار صابور، ادوار شهدا، عدنان حميدة، محمد غنوم، عهد الناصر رجوب، سائد سلوم، هالة مهايني، فؤاد دحدوح، زهير حسيب، سوسن الزعبي، طلال العبد الله، حلا الصابوني، موفق السيد، مهند السريع، محمد شاهر ملقي، نور الكوا، نبيل السمان، جمال العباس.

عزّز النحت من وجوده هذا العام من خلال مشاركة أسماء جديدة ومهمّة في هذا الجانب منهم: أبي حاطوم، محمد أبو خالد، محمد بعجانو، إياد بلال، حسان حلواني، مأمون كردي، غازي عانا، زهير خليفة.. وغيرهم، حيث غلبت المواد النبيلة مثل خامات الخشب والمعدن والحجر على معظم الأعمال.

جاء مستوى الحفر “الغرافيك” متواضعاً هذا العام من حيث العدد، وتميّزت أعمال علي الخالد، راما الحموي، سليمان القوصي، جيهان الحجة، دينا الرواس، اميل عفلق، زينب علي، رزان العكة.

أكسم طلاع