أغاني ميادة بسيليس تزهر من جديد بصوت رنا معوض
حلب – غالية خوجة
ليت “كذبك حلو” تقنع الموت بأن الفراق الأبدي مجرد كذبة حلوة ليعود إلينا الأحباء يوماً، لكن الموت حق، ولا بد لنا أن نتفاعل مع الفراق بأسلوب إيجابي، ولذلك نظلّ نذكر محاسن موتانا وجمالياتهم، ونحتفل بعطاءاتهم وإيجابياتهم. وضمن هذا المفهوم المحتفظ بأثره الإبداعي احتفت حلب بمطربتها الراحلة ميادة بسيليس بين حنجرة الفنانة رنا معوض ومسرح نقابة الفنانين بحلب، لتظل بسيليس الأيقونة المتفردة التي شكّلت مع زوجها سمير كويفاتي عالماً غنائياً خاصاً يتمتّع بالكلاسيكية الطربية المتجدّدة باستدامة.
ولأنها وفية كعادتها، ها هي تحتفي بميادة بسيليس على مسرح نقابة الفنانين بحلب بحضور شخصيات رسمية وثقافية وفنية منها المايسترو عبد الحليم حريري نقيب الفنانين بحلب، والموسيقار سمير كويفاتي، وحضور حشد من عشاق الفن الراقي.
بدأت الأمسية مع مقطوعة موسيقية شرقية أداها عازف القانون نور الدين قصاص، وكورال وفرقة رنا معوض، بينما قدّمت الفنانة معوض عدة أغانٍ للراحلة ميادة بسيليس بصوت متقارب، أعاد ذكريات المستمعين إلى مرحلة زمنية ما زالت حيّة في دواخلهم وهم يصغون ويتفاعلون ويصورون.
اتسمت الأمسية بتناغم مع عيد الميلاد، والعودة إلى البيوت والوطن والشعاع ونور الإيمان “ارجعوا كل واحد إلى بيته”، ثم توالت الأغنيات الجميلة لميادة منها “كذبك حلو”، و”ما في شي مستاهل”، و”مين قالك تفتح كل شبابيكك سوا”، و”عادي”.
كما اتسمت باستعادة ذكرى أيقونة حلب الموسيقية ميادة بسيليس التي شاركتنا “الطيبة” من خلال “يا طيوب”، و”على عيني” التي تقول فيها: “لا تخلي الأرض تفرقنا وتزيد همومي وهمومك”.
ولعلّ الأعياد والانتصارات والأمنيات تجمعنا ولا تفرقنا في زمن ما زالت الطيبة فيه مجالاً حيوياً في لحظاته الأخيرة من هذا العام وهي تذوب مع لحظات العام الجديد 2022.