الاستفادة منها مطلوبة.. دروس أوروبية في مكافحة الشغب الكروي!!
ناصر النجار
يتساءلُ الكثير من متابعي كرة القدم عن سبب عدم وجود شغب كبير في الدوريات الأوروبية كالتي تستفحل في ملاعبنا، رغم أن أخطاء الحكام في كل الدوريات واردة وقائمة، ورغم أن الحساسية كبيرة بين الكثير من الأندية في هذه الدوريات كما نعرف وكما يعلم كلّ المتابعين لكرة القدم. في الدوري الإنكليزي هناك حساسية مفرطة بين ليفربول واليونايتد كمثال وحيد من هذا الدوري، وفي إسبانيا نذكر ريال مدريد وبرشلونة، فالمباريات التي تجري بينهما تولد حساسية كبيرة ليس في إسبانيا فقط بل في العالم كله، ومع ذلك لا نرى ما نراه في الدوري المحلي.
الكلام السابق لا يعني أن هذه الدوريات خالية من الشغب إنما الشغب فيها نادر جداً، لكن الأهم من ذلك كيفية معالجة الشغب لتتمّ السيطرة عليه ومكافحته، وهنا نورد هذا الخبر من مسابقة كأس فرنسا، حيث عطّل جمهورا فريقي ليون وباريس المباراة التي تجمعهما بنزولهما إلى أرض الملعب ليتمّ إقصاؤهما من المسابقة، كما نال نادي ليون عقوبة قاسية أيضاً، عندما حُرم من حضور جماهيره جميع مباريات الفريق في كل المسابقات المحلية، كذلك تمّ حرمان نادي باريس من جماهيره في خمس مباريات على ملعبه، وتمّ تغريم الناديين بمبالغ مالية طائلة.
وبالنظر إلى طريقة ردع شغب الملاعب في النشاط المحلي فإننا نجده قاصراً وهو يغذي الشغب أكثر من أن يكافحه، وعلى سبيل المثال خرج عن أدب الملاعب في مسابقة كأس الجمهورية لاعب اليقظة وائل غيث ولاعب الكرامة عبد الملك عنيزان وتمّ فرض عقوبة الإيقاف بكأس الجمهورية لمدة أربع مباريات، بعد الكأس استؤنف الدوري وكرّر اللاعبان الشغب وعوقبا مباشرة بأربع مباريات توقيف، والمصيبة أن اليقظة خرج من الكأس، أي أن العقوبة بحق حارسه الخاصة بالكأس ليست ذات مفعول! هنا نسأل القائمين على كرة القدم: هل يتمّ الفصل بالشغب والخروج عن القانون بين مباريات الكأس ومباريات الدوري؟
وما حدث في لقاء الوحدة والفتوة أمر كبير وعظيم، والعقوبة لا تكافح الشغب الذي حدث ولا تردعه، فالمتسبّب بالشغب هو الجمهور والمعاقب إدارة النادي، هنا لا بد من إجراءات كفيلة بردع الجمهور لكي يمتنع عن الشغب، وفي مباريات نادي الوحدة وجد الجمهور المباريات فرصة للشغب ولشتم إدارة النادي والقيادات الرياضية، والعقوبة المفروضة أن تدفع إدارة النادي غرامة مالية عن الشتائم التي تطالها من جمهورها، فهل هذه العقوبة مناسبة وهل تردع الشغب؟!
وإذا أردنا الخوض في حالات الشغب والعقوبات الصادرة الأخرى لوجدناها قاصرة وغير رادعة مطلقاً، ولا يمكن بمثل هذه العقوبات أن نجعل من مباريات كرة القدم مباريات نظيفة.
الحلول الكفيلة بالحدّ من مظاهر الشغب وردع كل حالات الخروج عن أدب الملاعب سنّ عقوبات مؤثرة بكل من يتسبّب بالشغب من الكوادر واللاعبين وبالجمهور أيضاً، وهذا لن يتحقق إلا إذا نظرنا إلى لائحة الانضباط بعين المسؤولية وتمّ تغييرها بالكامل لتصبح رادعة لكل حالات الشغب والشطط.