لماذا يتسابق المواطنون على اللقاح.. خوفاً على صحتهم أم تخوفاً من منعهم مراجعة الدوائر الحكومية..؟
يتسابق المواطنون على مراكز أخذ لقاح “كورونا” بشكل كبير في هذه الأيام الأخيرة من السنة، وخاصة بعد صدور قرارات بمنع دخول أي جهة أو مؤسّسة حكومية إلا لمن لديه بطاقة لقاح.
يعدون للمليون
“البعث” جالت على أكثر من مركز صحي في دمشق وريفها وشاهدت ازدحام المواطنين، إذ أبدى بعضهم تخوفه من اللقاح نتيجة الشائعات وما يُكتب على صفحات التواصل الاجتماعي من كلام وتعليقات عن أضرار اللقاح، مما جعلهم “يعدون إلى المليون” قبل المجيء إلى المركز- حسب تعبيرهم.
في المقابل يرى كثير من المواطنين أن اللقاح ضرورة ملحة في ظل هذه الجائحة ومن أجل الوقاية والتخفيف من حدة الإصابة في حال تعرّضوا لها، معتبرين أن الأمر ليس مزحة أو مجرد تحذيرات، بل الموضوع مهم جداً، ولاسيما مع تلك الإصابات والوفيات التي تحدث بشكل يومي على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
وأكد مواطنون أن من يدخل المشافي ويشاهد المصابين والحالات الخطرة لابد أن يفكر جدياً بأهمية اللقاح، بغضّ النظر عن النوعية، خاصة وأن هناك من يثير الشكوك بنوع ما على حساب النوع الآخر من اللقاحات.
تفضيل الصيني
الكثير من المواطنين يفضّلون اللقاح الصيني كون آثاره الجانبية قليلة جداً، وفق كلامهم، في حين يبحث آخرون عن اللقاح البريطاني لأنه معتمد عند السفر، والبعض الآخر يفضّل اللقاح الروسي وفق ما يسمع أو يقرأ عن أنواع اللقاح.
والمفارقة التي لفتت انتباهنا عند لقائنا بالمواطنين أن عدداً منهم وليس بقليل قدم إلى مركز اللقاح للحصول عليه لدخول وتسيير معاملاته في المؤسسات الحكومية لا من أجل قناعته بضرورة وفائدة اللقاح.
أمر لا بد منه
رؤساء مراكز وأطباء تحدثوا لـ”البعث” مفضّلين عدم ذكر أسمائهم نتيجة حساسية التصاريح والتشديد من وزارة الصحة عليهم، إذ أكدوا نجاعة جميع أنواع اللقاحات الموجودة والمتوفرة، خاصة وأنها معتمدة من منظمة الصحة العالمية، معتبرين أن أخذ اللقاح أمر لابد منه في ظل هذه الجائحة وما هو قادم، كون الأمر يزداد تعقيداً من جهة المرض والوباء وشدّته وفق الأبحاث العالمية المقدمة.
ودعا أطباء إلى ضرورة تفعيل التوعية الصحية وثقافة المواطن تجاه اللقاح وأهميته، لأنه ضامن حقيقي من خطورة الإصابة مهما كان نوعه فالفاعلية واحدة.
ولم يخفِ أحد رؤساء المراكز فاعلية اللقاح الصيني وحمايته من الإصابة بنسبة تتجاوز 89% مستغرباً الشائعات التي تقلّل من نجاعته ولا تشجع المواطنين على أخذه أو أي نوع آخر، كون الفاعلية واحدة وأخذ اللقاح أفضل بكثير من عدمه كوقاية من شدة الإصابة في حال حصولها.
وتحدث أحد الأطباء عما يحصل في دول العالم من تخوّف من اللقاحات، ومحاولة التهرب من أخذها بالتحايل بإعطاء المواطن بطاقة لقاح دون لقاح وخاصة في فرنسا وايطاليا، فهناك أكثر من 110 آلاف حالة احتيال ومخالفة في فرنسا وفق الأخبار المسربة من أطباء هناك.
ذات الفاعلية
مدير صحة دمشق الدكتور سامر شحرور أكد أهمية أخذ اللقاح بغضّ النظر عن النوع، ولاسيما أن اللقاحات المتوافرة جميعها ذات فاعلية ومصدقة عالمياً ومعتمدة من وزارة الصحة، داعياً المواطنين إلى ضرورة أخذ اللقاح كون المراكز مفتوحة للجميع والفرق الجوالة موجودة بشكل يومي، إضافة إلى فرق طبية في المؤسسات الحكومية من أجل منح اللقاح للموظفين في أماكن عملهم، مشيراً إلى وجود فرق جوالة أمام المساجد في كل يوم جمعة من أجل منح اللقاح للجميع.
وعن حالات التخوف والتهرب من اللقاح أو عن وجود تلاعب أو احتيال بمنح بطاقات دون لقاح، اعتبر الدكتور شحرور أن اللقاح آمن وضرورة ملحة لكل مواطن في ظل انتشار الوباء وخطورته، مؤكداً أنه لم ترد أي حالة خطرة لمصاب بكورونا قد أخذ لقاحاً حتى الآن.
وعن احتمال وجود تلاعب أو احتيال لفت الدكتور شحرور إلى أنه لم يسمع أو يرد أي شكوى أو حالة من هذا القبيل، لكن الأمر يحكمه الضمير، فهناك مئات المراكز والفرق الجوالة يصعب مراقبتها بالكامل، لأن الأولوية لدى وزارة الصحة صحة المواطن وحمايته من الإصابة.
محفوظة جيداً
مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس شدّد على أهمية اللقاح في ظل انتشار المراكز، والعمل على مدار الساعة من أجل إعطاء اللقاح للجميع في كل منطقة وحي في المحافظة، إضافة إلى تكليف المديرية بالمؤسسات الحكومية ومنح اللقاح للجميع. ونوه نعنوس بنجاعة جميع أنواع اللقاحات المتوفرة بغضّ النظر عن المصدر كونها محفوظة بطريقة جيدة وصحية في المشافي ومعتمدة أصولاً على مستوى العالم.
علي حسون