إبداعات ومبادرات تشاركية أغنت المشهد الثقافي في اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
تميز المشهد الثقافي في اللاذقية ،خلال هذا العام، ببرنامج كثيف اغتنى بمبادرات تشاركية بين المؤسّسة الثقافية والفعاليات الأهلية والمجتمعية، وهذا التشبيك شكّل قيمة مضافة من حيث الغنى والنوعية وطابع التجديد.
وأوضح مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم لـ “البعث” أن ١٤ مركزاً ثقافياً تتوزع في اللاذقية إضافة إلى المراكز التشكيلية والمعاهد الموسيقية، وهذه المراكز والمعاهد تقدم خدماتها للطلبة من خلال كوادر خبيرة ومتخصّصة، حيث يتمّ صقل المواهب وتنمية القدرات واستقطاب الطاقات الإبداعية، وتميّز نتاج معهد محمود العجان للموسيقا بتأسيس وإطلاق عدة فرق موسيقية قدمت ألواناً مختلفة، وهناك إبداعات الفن التشكيلي التي قدمتها مراكز الفن التشكيلي والتطبيقي خلال مجموعة غنية من المعارض النوعية التي احتضنت مختلف الأجيال في محطات إبداعية حوارية جمعت الفنانين المخضرمين والفنانين الشباب ومختلف الشرائح العمرية.
وأكّد مدير الثقافة أنّ المراكز الثقافية حققت حضوراً مميزاً ولافتاً في العمل الثقافي المجتمعي فكانت حاضنة لجميع أشكال ومجالات النشاط الثقافي والفني والأدبي من خلال المهرجانات والملتقيات والأمسيات والمحاضرات والمعارض والعروض المتنوعة والمستمرة على مدار العام، وما ميّز نشاطها أيضاً تقديم العروض السينمائية المتتابعة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ضمن خطة بين المراكز، بما فيها الريفية والبعيدة مع المؤسّسة العامة للسينما، وأيضاً اكتسب نشاط العام الجاري قيمة مضافة من خلال تعميق التشبيك مع المجتمع الأهلي من خلال ملتقيات شهدت مشاركة واسعة ولافتة من الشخصيات الثقافية والأدبية والتشكيلية وبتنوع فقرات الملتقيات والمحطات، كما في ملتقى محمود العجان، حيث ازدانت أيامه بالأوركسترا وكورال الراعي الصالح وعزف منفرد وكورال أرجوان من طرطوس وملتقى للجوقات الموسيقية التي جذبت حضوراً جماهيرياً كبيراً، وتمّ في ملتقى زكريا شريفي تنفيذ مبادرات تشكيلية رائعة ومميزة، أهمها زيارة الفنانة التشكيلية الرائدة ليلى نصير والإضاءة على فنّها الرائد تكريماً لها، وملتقى حنا مينه حمل لوناً متجدداً في محتواه وبرنامجه من خلال البحر والبطل الشعبي في روايات حنا مينة وتسليط الضوء على أعمال الروائي صدقي إسماعيل.
وبيّن صارم أن النشاط الثقافي كرّس اهتماماً كبيراً بالكتاب عبر سلسلة كبيرة من المعارض وأيضاً المسرح للكبار والأطفال، وإقامة محطات نوعية حول التراث الشعبي وثقافة الطفل وتنمية المهارات وجميع مجالات الثقافة والفن وتكوين ثقافة الطفل من خلال مجموعة كبيرة من المهرجانات وورشات العمل التدريبية والمعارض والمبادرات وتنمية المهارات التي هدفت إلى صقل المهارات الإبداعية عند الأطفال، والتركيز على حفظ وأرشفة وتوثيق التراث الشعبي الفولكلوري المادي واللامادي عبر تنفيذ العديد من الأنشطة النوعية الهادفة للتعريف بالتراث وإبراز مكوناته ومفرداته ومضامينه ومشاركة الباحثين والمهتمين في التراث في ورشات وملتقيات لشرح القيمة الحضارية للتراث وسبل الحفاظ عليه وتعميمه ليكون ثقافة عامة. وأوضح أن التوسّع الأفقي في النشاط الثقافي شكّل أولوية في مديرية الثقافة، وهذا ما مكّن من الوصول بالأنشطة الثقافية إلى أوسع مدى جغرافي ومجتمعي في محافظة اللاذقية.
ولفت مدير الثقافة إلى أن فعاليات المجتمع الأهلي سجّلت حضورها في المشهد الثقافي وأسهمت في تقديم المنتج الثقافي والفني الإبداعي أسهم في إغناء العروض والفعاليات من مسرح وسينما وفن تشكيلي وتراث ومعرض الكتاب ومبادرات متنوعة شكّلت غنى للكثير من العروض والمحطات الثقافية والفنية والمعرفية، إضافة إلى ورشات العمل الفنيّة والثقافية التدريبية الهادفة لصقل المواهب وتنميتها وإطلاق إبداعاتها.