بانوراما 2021.. تتويج إيطاليا باليورو وأولمبياد طوكيو أبرز محطات العام
يسدل عام آخر ستاره بكلّ ما حمله من أفراح وأتراح للرياضيين في مختلف البطولات، حيث شهد هذا العام رغم التهديد الصحي الذي شكّله فيروس كورونا العديد من المناسبات العالمية المهمّة، والبداية ستكون مع معشوقة الجماهير، كرة القدم، التي عاش محبوها العديد من المحطات المحزنة تارة والمفرحة تارة أخرى، حيث شهد عام 2021 ظهور بطولة أوروبية جديدة هي دوري المؤتمر لتكون ثالث بطولات الأندية بعد دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، وتهدف البطولة الجديدة لمنح الأندية من الدول الأوروبية ذات المراتب المتدنية في تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” فرصة أكبر للعب في البطولات القارية، كما واجهت الكرة الأوروبية زلزالاً بظهور فكرة دوري “السوبر ليغ”، وهي البطولة التي أعلن فيها 12 نادياً من كبار القارة العجوز (وهي ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد من إسبانيا، وميلان وإنتر ويوفنتوس من إيطاليا، ومانشستر سيتي ويونايتد وليفربول وتشيلسي وتوتنهام وأرسنال إنكلترا) تحديهم لليويفا، في نيسان الماضي، وتحت ضغط من الجماهير إلى جانب تلويح اليويفا بعقوبات قاسية، انسحبت 9 أندية من البطولة، وتبقى فقط الثلاثي ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، الذين رفضوا التخلي عن الفكرة، خاصة وأن كافة الأندية المؤسّسة وقعت عقوداً بشروط جزائية ضخمة من الجهة الممولة للمشروع، لتحصل هذه الأندية الثلاثة على عدة أحكام قضائية تدعم موقفها وتحميها من العقوبات، غير أن البطولة لم تشهد تقدماً أو عودة المنسحبين حتى الآن.
وبعد تسبّب جائحة كورونا بتأجيل حدثين كرويين كبيرين كان من المنتظر إقامتهما في عام 2020، وهما بطولتا يورو وكوبا أمريكا، أقيمت بطولة اليورو التي توّج بها المنتخب الإيطالي باللقب على حساب إنكلترا بركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، لكن النهائي شهد أحداثاً مؤسفة للغاية، ستسجل كواحدة من اللحظات المخزية في عام 2021، حيث حاولت أعداد كبيرة من الجماهير اقتحام ملعب ويمبلي لحضور اللقاء، دون امتلاكهم تذكرة الدخول، وهو ما أسفر عن اعتقال ما يزيد عن 20 شخصاً، كما تسبّب الأمر في فوضى عارمة بسبب كسر الحواجز الأمنية، وبرتوكول فيروس كورونا، بعدما وصل عدد من هؤلاء الأشخاص إلى غرف اللاعبين، وهو ما أجّل انطلاقة المباراة لأكثر من ساعة. أما بطولة كوبا أمريكا، وبعد أن أعلنت الدولتان المضيفتان للحدث وهما الأرجنتين وكولومبيا عدم قدرتهما على إقامة كوبا أمريكا، تقرّر نقل البطولة إلى البرازيل التي كانت استضافت النسخة السابقة في 2019، وفيها عرف النجم الأرجنتني ليونيل ميسي أول تتويج مع منتخب بلاده التانغو، وحوّل تشيلسي موسمه الذي شابته الاضطرابات بشكل مذهل، حين توّج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه عقب تفوقه في النهائي على ملعب دراغاو في بورتو على مانشستر سيتي بهدف نظيف من توقيع كاي هافرتز، ليحفر المدرب الألماني توماس توخيل اسمه في سجلات تاريخ البلوز، بعدما استطاع قيادة الفريق لحمل اللقب بعد 124 يوماً فقط على توليه تدريب تشيلسي خلفاً لفرانك لامبارد.
وفي واحدة من أبرز الأحداث والمفاجآت الرياضية في عام 2021، خرج برشلونة مبكراً من بطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما احتلّ المركز الثالث في ترتيب مجموعته، وإلى جانب تحقيق لقب الكوبا، عرفت مسيرة ميسي منعطفاً تاريخياً، وهي الرحيل عن برشلونة الإسباني بعد قرابة 20 عاماً قضاها في صفوفه، لينتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، كذلك رحل عن ريال مدريد الإسباني قائده سيرجيو راموس، بسبب عدم توصل النادي المدريدي لاتفاق مع المدافع المخضرم بخصوص تجديد عقده، وكان راموس في استقبال ميسي بملعب حديقة الأمراء معقل سان جيرمان، بعدما سبقه المدافع الإسباني للنادي الباريسي في صفقة مجانية هو الآخر. أما الأسطورة الآخر البرتغالي كريستيانو رونالدو فقد قام بخطوة معاكسة لما فعله ميسي وراموس، حيث عاد إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، ناديه القديم، بعد سنوات طويلة قضاها بعيداً عن قلعة أولد ترافورد، وآخر أخبار نجوم كرة القدم كانت من نصيب الأرجنتيني الآخر، سيرجيو أغويرو، حيث أجبرته مشكلة في القلب على إعلان اعتزاله في عمر الـ33 عاماً، وبدأت الأزمة عندما اضطر أغويرو للانسحاب من مباراة برشلونة أمام ديبورتيفو ألافيس في الدوري الإسباني، بسبب آلام في الصدر، اتضح فيما بعد أنها بسبب عدم انتظام ضربات القلب.
وبعد توقف استمر 9 سنوات، عادت بطولة كأس العرب للمنتخبات بنسختها العاشرة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وأقيمت البطولة في قطر بمشاركة 16 منتخباً عربياً، وتوّج المنتخب الجزائري باللقب لأول مرة في تاريخه.
وثالث الأحداث الكبرى التي تأجلت من العام الماضي، هو أكبر تجمع رياضي وأكثرها شعبية، الألعاب الأولمبية الصيفية والتي استضافتها مدينة طوكيو اليابانية، وحقّق العرب مشاركةً نوعيةً في هذه النسخة، فقد حصدوا 18 ميدالية متنوعة، بواقع 5 ذهبيات، 5 فضيات و8 برونزيات، كان لنا حصة بإنجاز البطل معن أسعد لبرونزية في رفع الأثقال.
وفي رياضات السرعة، حقق ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بول، لقب بطولة العالم لسباقات “فورمولا 1” في اللفة الأخيرة، متفوقاً على البريطاني لويس هاميلتون، على حلبة أبو ظبي، منهياً هيمنة الأخير، حامل اللقب في آخر 4 نسخ والمتوّج بـ7 ألقاب إجمالاً. وحققت لاعبة التنس البريطانية الشابة إيما رادوكانو (18 عاماً) إنجازاً استثنائياً بتتويجها بلقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس، دون أن تخسر مجموعة واحدة، وأصبحت رادوكانو أول بريطانية تفوز بإحدى البطولات الكبرى الغراند سلام فردي سيدات، منذ 44 عاماً عندما فازت فيرجينيا وايد ببطولة ويمبلدون في الفئة ذاتها عام1977، والتي كانت موجودة في المدرجات بالنهائي وشاهدت الشابة إيما رادوكانو تحرز اللقب بعد تفوقها على الإسبانية ليلى فرنانديز بمجموعتين نظيفتين، كما واصل النرويجي ماغنوس كارلسن هيمنته على بطولة العالم للشطرنج، بتتويجه بلقبه الخامس في المونديال، ليواصل سيطرته على كأس البطولة منذ عام 2013، وذلك إثر انتصاره على متحديه الروسي نيبومنياشتشي في النهائي.