ابن سلمان.. التعويض عن الهزيمة العسكرية بنصر رياضي
تقرير إحباري
يحاول محمد بن سلمان جاهداً الهروب من المأزق الذي وضع نفسه فيه، سواء على صعيد تحقيق نصر في عدوانه المستمر على الشعب اليمني، أم على صعيد فشله فيما سمّاه رؤيته لعام 2030 التي حاول من خلالها الإيحاء لأهلنا في السعودية أنه يحمل مشروعاً سيجعل المملكة في مصافّ الدول المتقدّمة في جميع المجالات.
ونعلم أن بن سلمان من أجل تأمين الوصول إلى الحكم المطلق في المملكة عمل على إقصاء جميع الأمراء المعارضين لانقلابه على السلطة، فاستولى على الوزارات السيادية في البلاد كالدفاع والداخلية وتخلص من الضباط الكبار في الحرس الوطني سواء عبر إرسالهم إلى جبهة اليمن أم عبر تدبير عمليات اغتيال لهم في ظروف غامضة بعيداً عن العاصمة الرياض. والأهم أنه يعمل على قطع الحكم نهائياً عن أعمامه وأبنائهم، لذلك عمد إلى إقصاء الحرس القديم من مشايخ الوهابية وتجريدهم من سلطتهم الدينية في محاولة لفضّ التحالف القديم بين الوهابية والعائلة الحاكمة التي كانت تقضي بقيام الحركة بتثبيت حكم آل سعود دينياً مقابل سيطرة آل الشيخ “عبد الوهاب” على السلطة الدينية، فاعتقل عدداً كبيراً من مشايخ الوهابية المعارضين لهذا الانقلاب وقلّم أظافر آخرين وأجبرهم على إعلان البيعة لحكمه، وذلك طبعاً في محاولة واضحة لإيهام العالم الخارجي بأنه عنوان لمرحلة جديدة يسودها الانفتاح وتقبّل الآخر، سواء على الصعيد الداخلي أم على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وأيّاً يكن ما قام به ابن سلمان على صعيد تأمين سيطرته على الداخل، فإن ذلك لن يفيد كثيراً في حال فشل في تحقيق نصر في عدوانه على اليمن، حيث لم تجدِ جميع محاولاته في ابتزاز كل من إيران ولبنان في حفظ ماء وجهه، وبدأت بوادر هزيمة عسكرية لتحالفه تلوح في الأفق مع اقتراب إعلان الجيش واللجان الشعبية اليمنية تحرير مدينة مأرب الاستراتيجية الغنية بالنفط، وبالتالي سقوط أحلامه في نهب هذا الخزان النفطي.
وفي سبيل صرف الأنظار طبعاً عن إخفاقاته المتكررة، فضلاً عن علاقاته المتوترة مع محيطه العربي، وضع والده الملك سلمان مؤخراً في الواجهة لإطلاق المرحلة الثانية مما يسمّى رؤية 2030 وذلك للتنصّل من الإخفاق المتوقع لهذه الرؤية، كما وجد أن عليه الهروب باتجاه آخر بعيد كلياً عن السياسة، وهذه المرة من بوابة الرياضة حيث كشفت صحيفة The International Business Times الاقتصادية الأمريكية، أن صندوق الاستثمارات السعودي الذي يتولى ابن سلمان رئاسة مجلس إدارته، بعد استحواذه على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي مقابل 409 ملايين دولار، سيشتري إنتر ميلان الإيطالي مقابل مليار دولار خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو النادي الذي يعاني أزمة مالية خانقة دفعته لبيع عدد من لاعبيه.
إذن، كل محاولات ابن سلمان لتحقيق رؤيته المزعومة للمملكة لعام 2030، والتي باءت بالفشل، وكذلك هو عاجز حتى الآن عن تحقيق أي نصر في جبهة اليمن رغم حملة التدمير الممنهج التي يشنّها على مدينة صنعاء حالياً، ولن تفلح كثيراً جميع محاولاته لتحقيق إنجازات رياضية في انتشاله من مستنقع الهزيمة الذي يلاحقه أينما ذهب، والتعويض عن الهزيمة السياسية والعسكرية بنصر رياضي مزعوم.
طلال ياسر الزعبي