.. وماذا بعد الحب والاحترام ؟!
أكرم شريم
يبدو أن الحب والاحترام هما أفضل ما خلق الله من مشاعر عند الإنسان، خاصةً وأن بينهما تداخل واضح، فكل حب فيه احترام، وكل احترام فيه حب !. فما أحلى وما أعظم وما أعدل أن ننطلق دائماً وفي كل علاقاتنا وشؤون حياتنا من الحب والاحترام وإلى الحب والاحترام !.
واسمحوا لي أن أضرب هنا أمثلة معاكسة لكي تتوضح أفكارنا هذه.
انظروا معي إلى هذا الكلام: كم دمشقية باعت أساورها لكي أغازلها!. ماذا يكون ذلك وما أبعده عن الحب والاحترام! .
وسؤال آخر تمت مناقشته منذ فترة وكنا جادين في مناقشته وهو مايلي: هل يعقل أن إنساناً يبقى خمسين يوماً وسبعين يوماً ومائة يوم بلا طعام ويبقى حياً ولا يموت؟!.
ومما يؤسف له أن مثل هذه الأقوال كثيرة وهناك من يؤكدها ويؤكد عليها!.
وأن أبلغ ما أستطيع قوله في هذا المجال كثرة اللطف والتهذيب والنعومة عند المرأة، وكثرة الحرص والتنازلات والتضحيات عندها بحيث لو كانت المرأة هي التي تحكم العالم لما حدثت كل هذه الحروب، ولا الحرب العالمية الأولى، ولا الحرب العالمية الثانية، ولا كل هذه النزاعات والعداءات والخلافات الدولية على وجه الأرض!.
واسمحوا لي أن أقف عند كلمات هذه الأغنية، والتي تقول: إن تجودي فصليني!. فهل هذا حب أم هو طلب علاقة جنسية دون شرع، ودعاية لهذا الأمر السيئ والذي لا نريد أن نذكره هنا، وذلك لأن الحب الحقيقي هو الذي يؤدي إلى الزواج مباشرة، ولا حب بعد الحب!.
ونحن إذا أردنا التفصيل في مشاعر الحب والاحترام فسنجد أن كل العلاقات الإنسانية بين البشر ومنها الزواج والعلاقات الأسرية والعلاقات بين الشعوب قائمة على الحب والاحترام وأي اختلاف في ذلك أو عدم صدقية فإنه سيظهر واضحاً وبأنه استغلال أو اعتداء أو ظلم وكغرباء!.
والحب وكما نعرف جميعاً لا يموت!. ولا حب بعد الحب!، وكذلك هو الاحترام فهو شعور قوي وصادق، ولا يضعف أو ينتهي!. بل إن أية حادثة حصلت معك وشعرت فيها باحترام كبير لإنسان معين، فلن تنسى هذه الحادثة ولا هذا الإنسان على الإطلاق، فما أحلانا وما أعظم ما نفعله إذا انطلقنا دائماً من الحب والاحترام وعدنا كذلك إلى الحب والاحترام وبشكل دائم أيضاً!.
ويجب ألا ننسى أن هذه المشاعر الإنسانية السامية التي نعيش فيها ولها ومن أجلها، مثل الحب والاحترام إنما هي مشاعر مخلوقة معنا، مثل أيدينا وحواسنا وعقلنا وكل أعضائنا. بل إننا نعيش منذ أن نولد على الحب والاحترام فانظروا مشاعر الأم حين تلد وماذا تفعل وكم تحب ما ولدت وكم تخدمه وبكل حرص ومحبة. فماذا بعد الحب والاحترام في هذه الحياة سوى أرواحنا وبكل تأكيد!.