كرتنا تفتقد إلى اللاعب الهداف… والدوري خير مثال عن سوء الإعداد
ناصر النجار
مشكلة العقم الهجومي وضعف التسجيل هي مشكلة عامة في الكرة السورية سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية، وهذه المشكلة مزمنة وقديمة وللأسف لم يتم التعامل معها بجدية من أجل اكتشاف الحلول الناجعة المطلوبة.
وإذا تابعنا الدوري الكروي الممتاز فإننا نجد أن الهدافين الأوائل هم من المخضرمين أو هم من لاعبي الوسط أي إنهم ليسوا مهاجمين من الجيل الجديد، وهذا الأمر يعود على كرتنا بالسوء ويساهم بعدم تحقيق النتائج المطلوبة، وكم من مدرب خسر فريقه كان يضرب كفاً بكف على ضياع فرص لو سجل بعضها لكان فريقه من الفائزين.
وضعف التسجيل ينعكس على المباريات فتجدها ضعيفة نادرة التسجيل وكم من مباراة تحركت وارتفع مستواها بسبب التسجيل، فتسجيل الأهداف يرفع من درجة الحماس عند اللاعبين لإضافة المزيد أو لتعديل النتيجة والرد على الفريق الآخر.
الدوري الكروي الممتاز سجل في 61 مباراة أقيمت حتى الآن 150 هدفاً وهي بالمحصلة نسبة ضعيفة جداً لأننا إذا وزعنا هذا الرقم على الفرق المشاركة لكان التسجيل بمعدل هدف في المباراة الواحدة لكل فريق.
ويتصدر قائمة المسجلين فريق الجيش وله 18 هدفاً يليه الوثبة 15 هدفاً ثم الفتوة 14 هدفاً وتشرين والوحدة ولكل منهما 12 هدفاً، ثم الاتحاد وحرجلة ولكل منهما 11 هدفاً والكرامة عشرة أهداف.
الجيش كانت نسبة تسجيله هدفين في المباراة الواحدة وسبب تفوقه على غيره من الأندية لوجود الهداف محمد الواكد الذي تصدر قائمة الهدافين بعشرة أهداف رغم أنه غاب عن ثلاث مباريات من المباريات التسع التي لعبها فريقه.
بقية الفرق المذكورة سجلت بمعدل هدف ونصف الهدف أو أقل من ذلك لعدم وجود الهدافين في صفوفها وامتاز عن هؤلاء فريق الفتوة لوجود المهاجم المخضرم محمد زينو الذي يحتل مركز الوصيف على قائمة الهدافين برصيد ستة أهداف، والغريب في الدوري أن قائمة الهدافين يتصدرها مهاجمون مخضرمون بغياب المهاجمين الشباب ما يشير إلى أن كرتنا تعاني من هذه المشكلة بكل الأندية.
بقية الفرق كان تسجيلها ضعيفاً ومنها الطليعة والنواعير وعفرين ولكل منها تسعة أهداف ثم جبلة ثمانية أهداف وحطين سبعة أهداف وآخرها فريق الشرطة وله خمسة أهداف فقط.
وإذا كان فريقا الجيش والفتوة وجدا ضالتهما بالهدافين فإن بقية فرق الدوري لا تملك هذه الميزة، فتشرين المتصدر يتصدر قائمة هدافيه لاعب الوسط محمد كامل كواية وكذلك فريق جبلة فالصدارة للاعب الوسط مصطفى الشيخ يوسف وفي الاتحاد محمد ريحانية، وهؤلاء المسجلين على قلتهم يشكلون نقصاً واضحاً في الفرق التي يلعبون فيها إن غابوا لأي سبب.
مدرب فريق المجد فراس معسعس أوضح الحلول المناسبة لهذه المعضلة مبينا: الهداف موهبة وهذه الخاصية تولد مع اللاعب ولا يمكن صناعتها، التأسيس لتطوير الهدافين يبدأ من الفرق القاعدية وهنا يتم اكتشاف الهداف، وهنا تتم صناعته وتنمية موهبته عبر تمارين خاصة ليكون هدافاً من طراز الكبار، لدينا مهاجمون كثر وهناك فرق بين المهاجم والهداف وكل له مهامه بأرض الملعب، نحن ندفع ضريبة تراجع كرة القدم ليس في مركز الهداف التي تفتقده كرتنا بل بالعديد من المراكز، وهذا الأمر يجب أن يتم من فرق القواعد من خلال توزيع اللاعبين على المراكز حسب إمكانيات اللاعب وليس حسب حاجة الفريق.
بالمختصر المفيد هذه أهم مشاكل كرتنا وأمراضها المزمنة ولا بد من العمل من القواعد وفق الأصول الفنية المعروفة لخلق الهداف ولتنمية بقية المراكز الدفاعية وحراسة المرمى وغيرها من المراكز التي باتت اختصاصاً وليس مجرد مركزاً على الورق، كرة القدم يتم بناؤها من الأعمار الصغيرة وكلما كان البناء سليماً وصحيحاً كانت النتائج متميزة على كل الأصعدة.