ثقافةصحيفة البعث

العرض الخاص لفيلم “المطران” في ذكرى رحيله

أطلقت وزارة الإعلام مساء أمس في دار الأسد للثقافة والفنون العرض الخاص لفيلم “المطران”، بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل المطران والمناضل هيلاريون كبوجي، وكان الفيلم قد نال جائزة التحكيم في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي ضمن فعاليات الدورة الـ 37 لمهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، وهو يسلّط الضوء على مرحلة اعتقال المطران في القدس من قبل الاحتلال الصهيوني التي كابد فيها شتى أنواع العذاب والمعاناة دون أن يتنازل عن مواقفه الوطنية والإنسانية، قبل أن يتدخل الفاتيكان لإطلاق سراحه المشروط بإبعاده عن فلسطين، ومنعه من زيارة أية دولة عربية، وعدم ممارسته لأي نشاط سياسي، وأكد المخرج باسل الخطيب في تصريحه للإعلاميين أنه كان حريصاً على اختيار أهم المحطات في طفولة وشباب المطران، وكيف تكوّن وعيه الديني والروحي والإنساني، وكيف دفع ثمن مواقفه لآخر يوم في حياته، متمنياً “الخطيب” أن يكون قد وفّق في تقديم عمل يليق بهذا الرجل ليكون وثيقة تبقى كمرجع للأجيال القادمة، موضحاً أن المسلسل أتاح تناول محطات متنوعة بحياة المطران، أما في الفيلم فقد كان الخيار بالتركيز على مرحلة الاعتقال والمحاكمة، وهي المحطة الأبرز والأكثر تأثيراً في مسيرته، لذلك تم إنجاز سيناريو مختلف للفيلم الذي تضمن بعض المشاهد التي تتقاطع مع المسلسل، وهذا احتاج للكثير من الدقة والتنظيم، مشيراً إلى أن السعي قائم لعرضه في المحافظات، وستكون الوجهة الأولى مدينة حلب، مسقط رأس المطران.

نموذج يحتذى به

ورأى كاتب الفيلم أ. حسن م. يوسف أن المطران كبوجي رجل جدير بالحب لأنه أصلاً يشع بالحب، وقد عبّر عن حبه لوطنه وأهله، وكان مواطناً بالدرجة الأولى، وهو يشكّل مع عز الدين القسام السوري الذي ذهب إلى فلسطين لكي يقود النضال نموذجاً يحتذى به، مبيّناً أن كل فكرة وردت في هذا الفيلم أو المسلسل كان لها سندها الوثائقي، ومع هذا لم يدع أنه قدم التاريخ والشخصية بكامل أبعادها، لأن الفن أرقى أشكال الاختصار، ولأن هذا أمر مستحيل برأيه لشخصية عاشت 94 سنة، من هنا أكد يوسف أن إعادة تناول شخصية المطران كبوجي أمر وارد لمسيرته الغنية، ولأنه قيمة وطنية عليا يشع إيماناً ووطنية وحباً لأمته ووطنه، وهو خير مثال تحتذي به الأجيال الحالية.

مكانة روحية

وكمؤلف موسيقي للفيلم أوضح  المايسترو سمير كويفاتي أن لهذا الفيلم مكانة روحانية كبيرة في قلبه كما المسلسل، فهما آخر شارة لعمل فني غنتها زوجته ميادة بسيليس قبل رحيلها، منوّهاً إلى أن أحداث الفيلم متسارعة أكثر من المسلسل بكثير، وهو مختلف عن مسلسل “حارس القدس”، وفيه عدد من الخطوط الدرامية غير الموجودة في الفيلم الذي تتمحور أحداثه حول سجن ومحاكمة المطران كبوجي، وعلاقته بالقدس وبالمقاومة، مؤكداً أن “المطران” من أهم الأفلام لأنه أول فيلم يتناول سيرة حياة رجل دين مسيحي تصدى للاحتلال بهذا الشكل، وكان من الضروري تعريف الجيل الجديد من يكون، وهو حلبي الأصل انتقل إلى بيروت ثم القدس لروما.

أم عطا

وأشارت الفنانة آمال سعد الدين التي أدت شخصية “أم عطا”، المرأة الفلسطينية القوية في الفيلم، إلى أنها دافعت عن الشخصية من كل قلبها، وشعرت أنها وهي واحد، لأنها كانت من الأمهات المكافحات والمناضلات، كما تمنت أن نرى أمثال المطران في حياتنا بعد أن أصبح أمثاله قلائل جداً، مشيرة إلى أن أهم ما يميز شخصية المطران أنها كانت قوية، صاحبة كلمة وموقف، وهذا ما نحتاجه في يومنا هذا.

وقبل عرض الفيلم، كرّم د. بطرس الحلاق وزير الإعلام أسرة الفيلم بتقديم دروع تكريمية للمخرج باسل الخطيب، والكاتب حسن م. يوسف، وللفنانتين: آمال سعد الدين، وليا مباردي، ومدير التصوير ناصر الركا، ومؤلف موسيقا الفيلم المايسترو سمير كويفاتي، إضافة إلى الأب إلياس زحلاوي الذي قام بالمراجعة الدينية والتاريخية للفيلم، وقد تسلّمها عنه سمير كويفاتي.

يذكر أن الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وقد أنجز بنسختين: تلفزيونية “حارس القدس”، عرض بشهر رمضان 2020، وسينمائية “المطران”، عرض لأول مرة في مهرجان الاسكندرية العام الماضي.

 

أمينة عباس