رياضةصحيفة البعث

استقالة القوطرش تفتح باب التساؤلات عن تجاوزات اللجنة المؤقتة؟

ناصر النجار
بعد أكثر من شهر انقطع فيه عن قبة الفيحاء، ورغم المحاولات العديدة لثنيه عن قراره، إلا أن عضو اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم أحمد قوطرش قدّم استقالته رسمياً.

قوطرش أوضح لـ “البعث” أن الأسباب عديدة لهذا القرار كونه لا يستطيع تقديم أي شيء مفيد لكرة القدم ضمن الأجواء الضبابية الموجودة داخل الاتحاد، وعدم راحته في التعامل مع البعض الذي يريد إدارة الأمور على مبدأ التفرد بالقرار، إضافة للعديد من الأمور التي لا تسمح بمستقبل جيد لكرة القدم. وأضاف: هذه مرحلة صعبة من عمر كرة القدم والعمل لا يسير بالطريق الصحيح، ولا أريد أن أكون شريكاً بكل ما يحدث، لذلك أخلي مسؤوليتي مع الأمنيات للجميع بالتوفيق.
كلام قوطرش جاء أغلبه متوافقاً مع ما طرحته “البعث” في الأيام الماضية وقبلها عن المشكلات الكبيرة التي تعترض كرتنا، والقرارات الخاطئة التي تصدر، ما يدلّ أن كرتنا تسير نحو الهاوية دون إدراك لما يحدث، والسبب في كل هذا يعود لعدم خبرة اللجنة بالتعامل مع أصغر قضايا كرة القدم، وحرصها على تأمين مستقبلها ضمن هذه الأشهر القليلة والاستفادة قدر الإمكان من السياحة والسفر وما فيها من غنائم.
والسؤال الأبرز: هل ستحرك هذه الاستقالة المياه الراكدة في قبة الفيحاء، فيتمّ الدعوة لانتخابات عاجلة؟، وهذا عكس ما تراه اللجنة التي تريد الاستفادة من كامل الوقت الذي منحته لنفسها حتى نهاية آذار وفيه من السفر والسياحة الكثير، ويؤكد المراقبون أن كل يوم يمرّ على كرة القدم في ظل هذه اللجنة تزداد معه المشكلات وتكثر العقبات والمطبات.
ولا نريد اليوم استعراض ما بات الجميع يعرفه من مخالفات وقرارات ارتجالية، لكننا نشير إلى فكرة طرحها القوطرش قبل شهرين حول اقتراح دوري للناشئين ضمن نظام معيّن ووفق أسس سليمة، ونام هذا الاقتراح دون أن يتبناه أحد، وبعد ابتعاد صاحب الاقتراح ظهر في اجتماع اللجنة الأخير بالقرار الذي حمل الرقم (6)، حيث أعلنت اللجنة بالبند رقم 3 عن البدء بدوري الناشئين اعتباراً من 21 من هذا الشهر ودعوة لجنة المسابقات لإصدار جدول المباريات.
هذا القرار جيد نوعاً ما في شكله العام ونحن من أشدّ المطالبين به، لكنه يفتقد للأسس والتنظيم، حيث سيتمّ اختيار الفرق الموازية لدوري الشباب، أي أن النادي الذي لديه فريق بدوري شباب الممتاز يحق له المشاركة بدوري ناشئي الممتاز، وهذا الأمر غير دقيق، لأن هناك فرقاً على مستوى الناشئين قد تفوق هذه الفرق مستوى ولدينا الكثير من الأمثلة، ففي دمشق وحدها فإن فريقي المجد والنضال من الفرق المتفوقة على أقرانها بدمشق بالناشئين استناداً إلى بطولات دمشق التي تجري باستمرار، وهل سيقتصر الدوري على هذه الدرجة، أم أن هناك احتمالاً لإقامة دوري للدرجة الأولى وآخر للثانية، وماذا عن الصعود والهبوط؟، كما أن مثل هذا القرار يحتاج موافقة الجمعية العمومية لإقراره وتشكيل لجنة لصياغة نظامه وأسلوبه بكل الدرجات.
وهناك الكثير من الأمور التفصيلية الأخرى، فهل الأمر هيّن لهذه الدرجة عند اللجنة المؤقتة، فتكتفي بإصدار جدول المباريات وكفى؟!.
هذا جزء من القرارات العشوائية التي تحتاج إلى دراسة كاملة ومستفيضة ومستوفية كل الشروط القانونية قبل إقرارها، ولكن اللجنة المؤقتة التي ثبت أنها لا تملك الكفاءة والخبرة في قيادة كرتنا تغوص في مطبات لا نعرف أين سينتهي المقام من خلالها بكرتنا.