سوق المسكنات والمهدئات ..إقبال كبير تحت وطأة الواقع الاقتصادي المعيشي.. ومخاطر صحية بالجملة
البعث الأسبوعي – بشير فرزان
رغم الارتفاع الكبير لأسعار الأدوية إلا أن ذلك لم يحد من الإقبال على المهدئات والمسكنات التي باتت حاضرة بقوة في حياة الناس الذين يؤمنون به كحل لواقعهم المتردي معيشياً واقتصادياً واجتماعياً ومايزيد من خطورة هذه القضية انتشارها بين الفئات العمرية الصغيرة لدرجة الإدمان عليها دون الانتباه لمخاطرها على الصحة .
والغريب أنه رغم التحذير من هذا الموضوع أكثر من مرة إلا أن شيئا لم يتبدل فقد كان لنا تجربة كتابية سابقة عن سوق المهدئات والمسكنات التي تشهد اليوم انتعاشاً لافتاً ونعيد هنا كتابة ماقاله لنا خبراء الأدوية الذين عرضوا بعض مخاطر التلوث بالأدوية و الآثار الضارة للزمر الدوائية الناتجة عنها و المخاطر المحتملة التي يمكن أن تنجم عنها وكيفية التعامل معها والى العناصر الأساسية في الصناعة الدوائية.
وأضافوا أن الأشكال الصيدلانية التي تعطى بها الأدوية للمريض ، هي أي ماده أو مجموعة مواد فعالة ومضافة مركبة إما من أصل حيواني أو نباتي أو كيميائي أو مضاد حيوي …وغيره، لها صفات علاجية أو وقائية أو تشخيصية أو تصحيحية في الحالات المرضية للإنسان أو الحيوان وسبق تحضيرها وإعدادها للاستخدام المطلوب ومرت في جميع مراحل التصنيع وهي إما أن تكون دستورية أي ثبت فعاليتها لفترة طويلة وأدرجت في أحد دساتير الأدوية العالمية أو مستحضرات صيدلانية خاصة كمستحضرات التجميل ، وبعض الأدوية النباتية ، والمبيدات الحشرية … وغيرها
مخاطر ومشاكل صحية
وبينوا انه لا يوجد دواء عديم المخاطر وجميع الأدوية تتسبّب في حدوث آثار جانبية يمكن أن تؤدي بعضها إلى الوفاة، ويعاني الناس في جميع البلدان من التفاعلات الدوائية الضارة، وفي بعض البلدان تفوق التكاليف المرتبطة بالتفاعلات الدوائية الضارة تكاليف الأدوية ،وتؤدي جميع الأدوية، إلى وقوع آثار جانبية .
وهناك الكثير من الأدوية المتداولة تسبب بشكل كبير في يومنا هذا العديد من المشاكل على صحة الإنسان، ومـن هذه الأدوية الملوّثة المهدّئات المنتشرة اليوم حيث بينت دراسة أخـرى للأطباء عـن سرطان الثدي عند النساء، أن غالبية النساء اللاتي أُصـبن بهـذا المرض كُـنّ يتعاطين (الفاليوم) وغيره من المهدئات، وعند فحص حالتهن ظهر أن الإصابة بالسرطان كانت متقدمة، وقد ذكر العلماء أضراراً كبيرة لـ (الفاليوم)، حيث يستعمل منها الناس مليارات الأقـراص سنوياً، و يبعث على الكآبة الشديدة، ويبعث على الانطواء والرغبة الشديدة للانتحار، وربما أوجد العنه والبله وما شابه ذلك.
سلاح ذو حدين
ويشير الدكتور أسامة محمود أنه من بين الملوثات الدوائية (الأسبرين) فهو سلاح ذو حدّين له فوائد في علاج الصداع وآلام المفاصل وروماتيزم العضـلات وألـم الأسنان وما أشبه ذلك، بالإضافة إلى دوره في خفض الحرارة وتقليل الألم ولكن من جانب آخر فلهذا الدواء مضارّ قد تنال من جسم فتصيبه بأمراض مزمنة، فالأسبرين هو العقار الشائع استعماله بين الغالبية العظمى من البشر في شرق الأرض وغربها وهو يسبب آلاماً معويّة يصحبها عسر هضمي. وقد يؤدي تعاطيه إلى حدوث طفح جلدي وتورّم في الوجه والعينين ونزف من الأنف والفم ورغبة شديدة في حكّ الجلد،وإصابة الأطفال بمرض خاص تتجلى أعراضه فـي حدوث تضخم في الكبد واصفرار في لون المريض مع انتشار تجاويف مملوءة بالشحم في نسيجه، وكذلك حدوث نخر في أطرافه. أمـا الإصابات خارج الكبـد فتتّصف بحدوث تغيّرات شحميّة داخل الأنابيب الكليوية واستحالات في الخلايا الدموية، وارتفاع حادّ في كثافة الدم، وكذلك حدوث تغيّرات فـي بعض خلايا الدماغ والعضلات. ولذا أخذ الأطباء يظهرون الاحتجاج على استعمال (الأسبرين) للرضّع والأطفال حتى عمر 15 سنة في حالة إصابتهم بأيّ مرض فيروسي كالأنفلونزا. فالأم الحامل إذا تناولت أقراصاً مـن (الأسبرين) قد يؤدي ذلك إلى خلل في جنينها عقلياً أو نفسياً أو جسمياً.
التعامل مع الأدوية
ويشير د.محمود إلى أن غالبية المواد الفعالة أو المساعدة التي تدخل في صناعة الأدوية تمتاز بصفات ضارة وخطيرة وسامة أثناء التعامل معها بدون أخذ الحيطة والحذر كما أنهاحساسة وسريعة التخرب عند أي تغيرات حتى في العوامل الطبيعية العادية و أكثر المتعرضين لخطر الدواء هم العاملون ضمن مصانع الإنتاج الدوائي حيث لابد من ضرورة إدراج هذه الصناعة ضمن جداول الصناعات الخطرة في جداول الأعمال الخطرة ليتسنى للعاملين التقاعد المبكر حرصا على حياتهم وصحتهم ، كما يكن أن تحدث هذه الصناعة أثار بيئية سلبية وخاصة في حال تسرب المضادات إلى الوسط المحيط و ظهور بكتريا تطور مناعتها ضد هذه المضادات مما يشكل تعقيدات في علاجها .
ويمكن الحد من مخاطر الضرر إلى أدنى مستوى ممكن بضمان جودة عمليات التصنيع للأدوية المصنعة ونجاعتها واستعمالها آليات وخطط تصنيع مضبوط وممارسات جيدة تمنع أي شكل من أشكال التلوث ، كما يحتل التخزين في الصناعة الدوائية موقعاً حساساً ومهماً للغاية ، لأن إنتاج أصناف دوائية وفق مواصفات محددة بدقة تتطلب بالضرورة التعامل مع مواد أولية متنوعة ومحددة المواصفات سواء أكانت فعالة أو مساعدة أو مواد تعبئة وتغليف ، وإن أي تغير مهما كان بسيطاً على هذه المواد يمكن أن ينتج عنه تغيرات كبيرة وخطيرة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ، إذ أن إنتاج أي صنف دوائي يمر بمراحل متعددة ، ويخضع لظروف وعوامل خاصة تحكم إنتاجه ، لهذا تحتاج هذه المواد شروطاً غاية في الدقة تخضع لها أثناء تخزينها في المستودعات المختلفة وذلك لضمان عدم حدوث أي تداخلات عليها أو تأثرها وتأثيرها من وإلى البيئة المحيطة .