على وقع تدريب ثلاثي الأبعاد.. فصول جديدة في كواليس المنتخب
ناصر النجار
الحرب الخفيّة في الوقت الحالي ضمن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم تدور حول عقد مدرّب منتخبنا الوطني تيتا ومرافقيه، حيث كان المتفق عليه سبعة آلاف دولار للمدرّب تيتا، فصار المطلوب مبلغ خمسة وعشرين ألف دولار، على أن يتولى المدرّب منح مرافقيه من المدربين الذين اصطحبهم من رومانيا أجورهم في أغرب عقد احترافي!.
اللجنة المؤقتة على لسان رئيسها تعارض هذا المقترح، وتريد إبرام عقود مع كل مدرّب على حده، وهذا أحد أوجه الاختلاف بين تيتا واللجنة المؤقتة، أو لنقل بصراحة مع رئيس اللجنة المؤقتة، وهذا الأمر أدى إلى تعطيل العقد حتى الساعة ريثما يتوصل الطرفان إلى اتفاق.
وفضلاً عن الشق المالي وأسلوب العقد، فإن الخلافات تتشعّب يوماً بعد يوم حول المنتخب وأسلوب إدارته والقضايا التفصيلية الموجودة فيه التي بدأت بتعيين المدير الإداري، ومن ثم توقيف الدوري وإلغاء معسكر قطر وقضايا المحترفين التي على ما يبدو كانت مهزلة بكل فصولها، وتبيّن أن اللاعبين المدعوين ليسوا أهلاً ليكونوا بعداد أندية الدرجة الممتازة، واختيار أحدهم جاء من باب حفظ ماء الوجه، علماً أنه لا يملك السيرة الذاتية الجيدة ولا القيمة التسويقية في سوق المحترفين!.
ومن العجائب التي يتداولها البعض اعتراض تيتا على مدرّب حراس المنتخب لأنه موجود في قطر، فجاء بمدرّب من رومانيا تبيّن لاحقاً أن اختصاصه معد بدني، وكان يعمل مساعد معد بدني، لكن الفضيحة التي قد تظهر لاحقاً أن المدربين المستوردين من رومانيا لم يصطحبوا معهم شهاداتهم، وبالتالي هم مجهولو الاختصاص والمرتبة الفنية، فكيف لمنتخب يتعاقد مع مجهولين لا نعرف مستواهم وسيرتهم ومؤهلاتهم العلمية والفنية؟.
تيتا وفي تصريح صحفي قال: كنا نتمنى لو أقيم المعسكر في قطر، لكانت الأجواء أفضل من ناحية الملاعب والتجهيزات، اخترت 22 لاعباً لاختبرهم في معسكر حلب من أجل اختيار التشكيلة المثالية للقاء الإمارات، مبيناً أنه لم يوقع عقد التدريب مع المنتخب حتى الآن.
على ما يبدو أن تيتا نسي أن منتخب سورية الحقيقي موجود في الخليج والعراق وأوروبا أمثال السوما وخريبين والمواس وإياز وعثمان وغيرهم، وقد لا يحتاج من قوائمه أكثر من حراس المرمى وربما لاعب أو اثنين.
أمام هذه المعطيات يجب ألا يتمّ توقيع العقد ضمن هذه الشروط والفروض التي لا تصبّ بمصلحة كرتنا على الدوام، هناك من يحاول أن يضع الجميع بتصور أن منتخبنا يضع نصف قدم في التأهل إلى مونديال قطر وهو يحتل المركز الأخير في مجموعته!، وليتحقق الحلم هذا ونحن بالطبع نتمنى حدوثه ونرجو ذلك بصدق، ولكي ندخل الملحق الآسيوي، علينا الفوز بما تبقى من مباريات على الإمارات وكوريا الجنوبية ولبنان والعراق.
الأمور لا تزال غامضة كثيراً، لكننا نسأل: ماذا بعد نهاية التصفيات، وخاصة إذا لم نتأهل لا سمح الله؟ هل سيبقى تيتا جاثماً على صدر كرتنا ولو مدرباً لمنتخب الأشبال؟!.
هناك صوت خفيّ قال لنا: من الممكن أن يتبرع أحد الأندية فيريح اتحاد كرة القدم منه ومن عقده!.
كل هذه الأمور ما زالت طيّ الكتمان، وما نورده هو من مصادر موثوقة من داخل الاتحاد الكروي، وكم نتمنى أن تبادر اللجنة المؤقتة لعقد مؤتمر صحفي تبيّن فيه كل هذه الملابسات، خاصة وأن الجميع يريد أن يعرف الحقائق من مصادرها، ويستغرب المراقبون هذا الصمت، ومع وجود مكتب إعلامي من الطبيعي أن يكون كل شيء واضحاً وبيّناً، فهل المقصود أن يعيش جمهور الكرة السورية في دوامة الأخبار والأحداث؟.