الولايات المتحدة تتصدر العالم باصابات كوفيد-19
تقرير اخباري
رغم أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تقدماً من حيث العلوم والتكنولوجيا والقوة العسكرية، إلا أنها تصدرت القائمة مع ما يقرب من مليون إصابة جديدة بـ كوفيد-19 مع بداية العام الجديد، وهي أعلى حصيلة لأي دولة في العالم. كما توفي حتى الآن 820 ألف أمريكي، وهو ما يتجاوز العدد الإجمالي للقتلى الأمريكيين في الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، وأفغانستان، والعراق مجتمعين.
وذكرت وكالة “بلومبرغ” أنه تم تأكيد 485363 حالة في الأسبوع وسطيا في الولايات المتحدة، أي حوالي ضعف حصيلة ذروة الشتاء الماضي، ومن المتوقع أن يكون الانتشار الحقيقي أعلى بكثير.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنه “مع ارتفاع حالات دخول المستشفيات بسبب فيروس كورونا، ونقص العاملين بالمستشفيات، لا تزال بعض المستشفيات تواجه أزمة. عادةً ما تكون مقاييس الرعاية المركزة والوفيات مؤشرات لاحقة، ويمكن أن تزداد إذا انتشرت العدوى بشكل أكبر، ووصلت إلى الفئات السكانية الأكبر سناً والأكثر ضعفاً. كلما زاد عدد الحالات زادت فرص الاستشفاء الشديدة”.
ويشير تقرير بحثي الأخير بعنوان “مسؤولية الولايات المتحدة عن الانتشار العالمي لكوفيد-19″، صادر عن مؤسسة “أليانس ثينك تانك”، ومعهد “تاهي”، إلى أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الوضع الوبائي الفوضوي الحالي، وإذا لم تصحح أخطائها، وتبدأ العمل مع الآخرين في مكافحة الوباء في العالم على الفور فستواجه البشرية كوارث أكبر.
حقيقةً، لم تغتنم الولايات المتحدة الفرصة للسيطرة على الوباء في المرحلة المبكرة، واعتمدت سياسة عدم التدخل، بينما كانت معظم الدول الأخرى تفرض تدابير صارمة للوقاية والسيطرة، بما في ذلك ارتداء الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، وممارسة نظام البقاء في المنزل.
لقد كان لخطوة الولايات المتحدة المتهورة خسائر فادحة في العالم، ومع ذلك فإن المناورات السياسية الأمريكية قد أبعدت العالم أكثر فأكثر عن التغلب على الوباء. ومنذ بداية تفشي الوباء، وضع السياسيون الأمريكيون الجغرافيا السياسية فوق العلم من خلال تشويه سمعة البعض، وتعطيل تعقب الأصول الدولية، والتعاون العالمي لمكافحة الوباء بشكل خطير.
لقد ادعى السياسيون الأمريكيون الذين يدافعون عن الأحادية أنهم يدافعون عن مصالح الولايات المتحدة، لكن سلوكهم أدى إلى نتائج عكسية. لقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن حكومة الولايات المتحدة هي أكبر مسبب للمشاكل. صحيح أن بايدن وعد بصفته رئيساً منذ ما يقرب من عام للعمل على القضاء على الفيروس، ولكن شعر الأمريكيون بالإحباط تجاه الرئيس الذي انتخبوه إلى حد كبير بسبب وعده بإدارة الوباء بشكل أكثر كفاءة من سلفه، كونه في الحقيقة لم يحرك ساكناً .
هناء شروف