أحداث كازاخستان.. المشهد يتكرر بالأدوات نفسها
تقرير إخباري:
قال الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكايف: إن بلاده تعرضت لـ”عدوان مسلح” نفذه “إرهابيون مدربون في الخارج”، مشيرا إلى أنه تم رصد 20 ألفا منهم في ألما آتا وحدها. وأضاف أن “كازاخستان واجهت عملية عدوان مسلح تم تدبيره وتنسيقه جيدا من قبل المنفذين وعناصر العصابات الإرهابية الذين تلقوا تدريبات في خارج البلاد”.
كما نشرت وسائل إعلام كازاخية اعترافات أحد الأجانب المحتجزين لدى قوات الأمن الكازاخية وانه شارك في أعمال الشغب الأخيرة أنه قدم الى مدينة ألما أتا مقابل 200 دولار وانه اجتمع مع أشخاص من جنسيات مختلفة من طاجاكستان وقيرغيزستان حيث طلبت منهم الجهة المجهولة التي استقدمتهم الخروج في الاحتجاجات التي تحولت فيما بعد الى أعمال شغب وفوضى أدت الى سقوط قتلى بين المتظاهرين وقوات الأمن .
السيناريو نفسه الذي حصل في أكثر من مكان في العالم لا سيما في أحداث في المنطقة العربية تحت ما سمي بالربيع العربي والذي أدى إلى تدمير دول وأعمال إرهابية أشعلت المنطقة بأسرها كان وراءها جهة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في العالم عن طريق الوكلاء المدعومين بالدولار الأمريكي من أجل فرض شروطها وأجنداتها الاقتصادية منها والسياسية .
روسيا سارعت بالتلميح إلى الأيادي الأمريكية الخفية في أحداث كازاخستان رغم النفي الأمريكي لأي دور فيها إلا أن التجارب السابقة وفي أكثر من بقعة في العالم وفي جميع القارات أثبتت الولايات المتحدة وبالدليل القاطع كذبها وزيف ادعاءاتها علنا لأنها قامت سابقا بنقل مجموعات إرهابية من أكثر من مكان في العالم لإثارة أعمال الشغب وزعزعة الاستقرار حيث باتت هذه المجموعات تأتمر بأوامر الولايات المتحدة وهي مجموعات تحت الطلب أصبحت متمرسة في مثل هذه الأعمال وفي كل مرة يتم تغيير اسمها بحسب الهدف الذي تعمل لأجله وتنظيم داعش الإرهابي والمجموعات المرتبطة به خير دليل على ذلك . وفي كل مرة تكون أمريكا هي المستفيد الأكبر مما يجري .
إلا أن سرعة المعالجة الروسية بتلبية الدعوة التي وجهها الرئيس الكازاخستاني بضرورة تدخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي قطعت الطريق على الولايات المتحدة لإتمام مخططها وما اعتراضها أو تشكيكها بالتدخل الروسي سوى دليل قاطع على نواياها المبيتة والمدروسة ضمن مشروعها الأكبر وهو إيجاد حزام ناري من المشكلات والحروب والقلاقل في الدول المحيط بروسيا لتكملة ما قد بدأته منذ سنوات من خلال الثورات الملونة التي كان هدفها تشكيل ضغط كبير على الروسي من خلال الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق .
في موازاة ذلك لا يمكن تجاهل الدور التركي الاردوغاني في هذه الأحداث التي تساهم بشكل أو بأخر في تنمية الحلم الاردوغاني بما يسمى” مشروع توران” الذي يسعى من خلاله إردوغان لاستحداث تكتل من 16 دولة على أساس التاريخ والرابط الجغرافي وغير الجغرافي، وعلى أساس الدين واللغة والإثنية لدول آسيا الوسطى التي تعدها تركيا من ضمن مشروعها القومي ومن ضمن إمبراطوريتها التي فقدتها عبر السنين .