المستوطنون يواصلون جولاتهم الاستفزازية في باحات الأقصى
جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي كثفت انتشارها في البلدة القديمة وعلى بوابات المسجد وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين ووصولهم إليه. جاء ذلك بينما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة وبلدة بيت فجّار في بيت لحم واعتقلت خمسة فلسطينيين.
وفي السياق، أغلقت قوات الاحتلال مدخل منطقة المسعودية شمال غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة وأغلقت مدخلها بالمكعبات الاسمنتية للتضييق على حركة تنقل الفلسطينيين.
ومنذ عشرة أيام تغلق قوات الاحتلال عدداً من الطرقات في بلدتي الناقورة وسبسطية شمال غرب نابلس وتمنع الفلسطينيين من العبور فيها.
وفي الأثناء، أُصيب عدد من الفلسطينيين اليوم نتيجة قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه فعالية لزراعة غراس حراجية في قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان أن عشرات المستوطنين اعتدوا على الفلسطينيين خلال مشاركتهم في فعالية لزراعة 600 غرسة حراجية في منطقة القصور بالقرية، وقامت قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز السام على الفلسطينيين ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
إلى ذلك، جدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم اعتداءاتها على المزارعين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة المحاصر.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق خان يونس جنوب القطاع ما اضطرهم إلى مغادرة أراضيهم.
وفي شأن آخر، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن الأسيرات يعانين ظروفاً بالغة الصعوبة في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي نتيجة ممارساته التعسفية بحقهن.
وأوضحت الهيئة في بيان لها اليوم أن الأسيرات وعددهن (33) يعشن ظروفاً قاسية وصعبة جداً في معتقل الدامون الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، كما أنهن يتعرّضن منذ لحظة اعتقالهن للتعذيب النفسي والجسدي، مشيرة إلى أن معاناة الأسيرات المريضات وفي مقدمتهن (إسراء الجعابيص) في تفاقم مستمر نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد بحقهن.
وناشدت الهيئة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الأسرى الفلسطينيين والإفراج عنهم.
في السياق ذاته، أكد نادي الأسير الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تعنّته ويرفض الإفراج عن الأسير ناصر أبو حميد رغم التراجع الكبير في وضعه الصحي والخطر الذي يهدّد حياته، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لإنقاذه.
وأوضحت أماني سراحنة المتحدثة باسم نادي الأسير في تصريحات صحفية، أن أبو حميد المصاب بالسرطان الذي دخل في حالة غيبوبة منذ يوم الثلاثاء الماضي بسبب التهاب رئوي حاد بوضع صحي خطير للغاية وغير مطمئن على الإطلاق وحدثت انتكاسة جديدة لحالته.
ولفتت سراحنة إلى أن طواقم المحامين في نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين يواصلون تقديم الطلبات إلى سلطات الاحتلال للإفراج عنه ونقله إلى أحد المشافي الفلسطينية بالضفة الغربية لكنهم يقابلون ذلك بالرفض، ما يستدعي تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال وإلزامه بالإفراج عنه.
سياسياً، جدّدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى لتهويده وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيه.
وحذّرت الخارجية في بيان لها اليوم نقلته وكالة وفا من مغبّة التعامل مع اقتحامات المستوطنين للأقصى وإجراءات الاحتلال التهويدية كأمور اعتيادية ومألوفة لأنها تتكرّر كل يوم، وخاصة أن سلطات الاحتلال تعرقل عمل وزارة الأوقاف الفلسطينية وتقلّص صلاحياتها في محاولة لفرض سيطرتها على المسجد بالقوة.
وأشارت الخارجية إلى أن اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى وباقي المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة جزء من هجمة شرسة تتعرّض لها المدينة المقدسة وتطول جميع مناحي الحياة الفلسطينية فيها وصولاً إلى استكمال حلقات عزلها تماماً عن محيطها الفلسطيني.