تصفية جديدة في دوري الدرجة الأولى بفوائد معدومة
ناصر النجار
تنطلق اليوم الأحد مباراتا ذهاب التصفية في المجموعة الرابعة من دوري الدرجة الأولى التي تؤهل الفائزين للانضمام إلى المجموعة الشمالية ضمن المنافسات الخاصة بالتأهل إلى الدوري الكروي الممتاز.
المجموعة الرابعة خير مثال على التعقيدات الكروية، حيث قسّم اتحاد اللعبة المقسّم، وجزّأ المجزّأ، فباتت هذه المجموعة لا طعم فيها ولا قيمة لها، ويتساءل المراقبون عن الفائدة الفنية المتوخاة من هذه المجموعة وقد لعبت فرقها بين ثلاث أو أربع مباريات، فهل هذه حصيلة إيجابية لموسم كامل لفريق مرشّح للدرجة الممتازة، وضغطاً للنفقات فقد وزع اتحاد كرة القدم فرق المجموعة الرابعة البالغ عددها ستة فرق إلى قسمين: القسم الأول يضم فرق: (الجزيرة والجهاد وعامودا)، والقسم الثاني يضم فريق الحرية من حلب، وفريقي خطاب، وعمال حماة من حماة.
كل قسم أدى مبارياته لوحده، وتصدّر الجزيرة القسم الأول بفوزه على عامودا 2/صفر، وتعادله مع الجهاد بلا أهداف، قبل أن يفوز على الجهاد في الإياب 2/صفر، والجهاد فاز على عامودا 2/1، وتعادل وخسر مع الجزيرة كما ذكرنا، فاقتصرت مباريات هذا القسم على أربع مباريات بعد انسحاب عامودا من مرحلة الإياب بسبب ضعف الإمكانيات، ولنتصور أن أنديتنا غير قادرة على أداء مباراتين فقط!.
القسم الثاني لعبت فرقه ست مباريات فقط: الحرية تعادل مرتين مع خطاب (1/1)، وفاز مرتين على عمال حماة: (1/صفر و5/1)، وخطاب تعادل مع الحرية، وفاز على عمال حماة مرتين: (1/صفر و3/1)، ولعب الحرية مع خطاب مباراة فاصلة بدمشق لفك الشراكة على الصدارة، ففاز الحرية 2/1.
عامودا – بانسحابه – هبط إلى الدرجة الثانية، أما فريق عمال حماة فسيلعب مباراة فاصلة مع فريق مصفاة بانياس خامس فرق المجموعة الثالثة لتحديد الهابط الثالث من المجموعتين الثالثة والرابعة بعد أن هبط بوقت سابق فريق المخرم عن المجموعة الثالثة.
على ملعب نادي المحافظة سيلتقي اليوم فريقا الجهاد والحرية، وعلى ملعب الجلاء في دمشق سيواجه الجزيرة فريق خطاب، ويلتقي الفريقان ثانية يوم الخميس، فيلعب خطاب مع الجزيرة على ملعب حماة الصناعي، ويلتقي الحرية مع الجهاد على ملعب السابع من نيسان في حلب، الفائزان سينضمان إلى فريقي الساحل ومورك المتأهلين عن المجموعة الثالثة ليشكّلا المجموعة الشمالية التي ستلعب بطريقة الذهاب والإياب، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة، حيث سيلعب الحائزان على المركزين الأول والثاني مع الحائزين على المركزين الأول والثاني من المجموعة الجنوبية التي تضم فرق: الكسوة والعربي والمجد وجرمانا، ليتأهل من هذه المباريات فريقان إلى الدرجة الممتازة.
إذا أردنا التحدث عن صناعة كرة القدم من باب المجموعة الرابعة نجد: عامودا لعب مباراتين وانسحب، عمال حماة لعب 4 مباريات وخسرها، الجهاد والجزيرة لعبا أربع مباريات، الحرية وخطاب لعبا خمس مباريات، لذلك، هل هذا الكم من المباريات ونصفها مع فرق (منتهية) يعتبر جوازاً لهذه الفرق لدخول الدوري الممتاز.
نعيد القول: في أحسن الأحوال الفريق المتأهل للدوري الممتاز سيلعب 18 مباراة إن كان ينتمي لمجموعة الجنوب، وبين 10 و13 مباراة إذا كان ينتمي لمجموعة الشمال، وهذا لن يخلق فريق كرة قدم مؤهلاً ليلعب مع الكبار، مع العلم أن فرق الأحياء الشعبية تلعب سنوياً مباريات أكثر من هذا العدد الهزيل!.
الحديث هنا يقودنا إلى الجدوى الفنية من هذا الدوري بهذه الأعداد الكبيرة الموزعة على عدة مجموعات دون أن يساهم أسلوب الدوري هذا في بناء الأندية وتطور كرة القدم فيها، لذلك من المنطقي أن يعاد تقييم هذا الدوري، والبحث عن أسلوب جديد لتعود الفائدة على الجميع، ولنحصل على دوري قوي وليس أضعف من الأحياء الشعبية.