“وحش طوروس” على خشبة مسرح السويداء
السويداء – رفعت الديك
تجسّد مسرحية “وحش طوروس” الواقع والإسقاط الفكري له من خلال تعدّد الصور التي تكشف عن نوازع النفس البشرية بين الخير والشر.
العمل الذي تستضيفه خشبة مسرح قصر الثقافة في السويداء يضعنا في بدايته أمام أسرة تبدو مسالمة وسعيدة نوعاً ما، خاصة وأن الزوج حصل على حكم قضائي ضد مالك العمارة التي يقطنها، لكن الأمر لم يستمر طويلاً، حيث هدّده المالك بالطرد والتشريد، ومنحه مهلة قصيرة للمغادرة، ما وضعه وأسرته في قلق وجدال في صورة فيها من المرارة والألم الكثير.
العرض الذي استمر لأكثر من ساعة يعكس كوميديا سوداء تحاكي الواقع من خلال قصة “نوري”، ربّ الأسرة الجبان، والذي يضطر لتقديم شكوى في قسم الشرطة بسبب المالك الذي يريد طرده من المنزل، حيث تقوم الشرطة بالقبض عليه بصفته وحش طوروس الخطير، ثم يتمّ الإفراج عنه ويعتقد الجميع أنه فعلاً ذلك الوحش، ويعاملونه على هذا الأساس حتى عائلته ومالك منزله وجاره المجرم، ليتحول بالنهاية إلى وحش فعلاً ويقف بوجه الضغوط والمضايقات.
يقول الباحث أكرم رافع إن العمل يكشف عن نوازع وتناقضات النفس البشرية التي يمكن أن تتغيّر وفق الظروف المحيطة، ومن الحزن والأسى على الأب الذي كان ضحية مجتمع لم يقرأ الأمور على حقيقتها، ليقدم لنا المخرج خلاصة ما أراده، من أن هناك وحشاً كامناً في النفس يمكن أن يظهر في أي وقت.
ويشير رافع إلى أن العرض متكامل ومتميّز من حيث الإخراج، وكان كبيراً بالممثلين سمير البدعيش واعتدال شقير ووليد العاقل ومعن الدويعر، وكان موفقاً بالإضاءة والموسيقى، حاول المخرج الاعتماد على بساطة الديكور، وهذا بدوره أضعف سينوغرافيا العرض لأنه لم يخدم متطلبات النص الذي يحمل في أبعاده رسائل عدة، فمن المفترض أن يكون الديكور هو اللغة البصرية التي تحمل رموز العرض، فلم تنقلنا صور الديكور إلى أي مكان، فهي صورة ثابتة جامدة غير فاعلة، فلم نلاحظ ديكور منزل أو مخفراً أو ما يشير إلى فكرة النص.
يُذكر أن النص مأخوذ عن رواية لعزيز نيسن، وهي التجربة الإخراجية الأولى للمخرج الشاب وئام البدعيش.