“جبل السماق.. جذور وآفاق”
كتاب تأريخي يسلط فيه مؤلفه رياض سيف الدين الضوء على ما تعرض له أهالي جبل السماق في محافظة إدلب من ظروف قاهرة أدت إلى تهجيرهم.. فيسبر أغوار مآسيهم عبر الزمن، مستنداً إلى أقوال ساسة وشعراء وأدباء ومؤرخين.
ويدعو سيف الدين في كتابه إلى لم الشمل وتماسك الصفوف والدفاع عن الوسطية والاعتدال لمواجهة التطرف والتغلب عليه، ويحاول تصحيح الصور الجاهزة والأفكار المسبقة التي تراود الذهن عند ذكر اسم طائفة الموحدين (الدروز)، وهي لا تمت للصحة بصلة، مبيناً أن الجهل بهوية الطائفة الدينية والاجتماعية وتشويه الوقائع والمعلومات المضللة دفعت أبناء الطائفة إلى اللوذ إلى الجبال العالية والوعرة، التي لم تكن حصناً حصيناً يحميهم من الهجمات القاسية ومن اضطهاد حقوقهم وتهجيرهم.
ويشير المؤلف إلى أقسى فترة عاشها أبناء الطائفة التي كانت في زمن الاحتلال العثماني الذي دام أربعمئة عام، إذ عمل الاحتلال على محاربة التأثيرات الثقافية والحضارية المتعارضة مع مصالحه، إلى جانب دأبه على جعل الشعوب المحتلة متخلفة ومتقوقعة، ومحاربة العلم والمتعلمين.
ويقارن الكاتب بين تلك الفترة والفترة التي نعيشها الآن، والتي تشهد عودة الفكر الظلامي والإفتاء المشوه والاجتهادات المغلوطة والعبث بشؤون البلاد، داعياً إلى الحوار والمناقشة والعزوف عن المشاريع التقسيمية والطائفية، ورفض الطروحات العرقية والفئوبة المشوهة.
كما دعا إلى رؤية العصر الحديث والتبصر به ومعايشته وقبول متغيراته، وتحديث العقل في مواجهة التطرف الفكري ومقاومة العنف والإرهاب.
صدر الكتاب عن دار “أمل الجديدة” للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق، ويقع في 188 صفحة من القياس الكبير.