قريباً.. إطلاق خارطة رقمية لكافة المواقع الأثرية بنظام GIS
دمشق – ميس خليل
تعمل المديرية العامة للآثار والمتاحف من خلال الإستراتيجية الوطنية لرقمنة التراث الثقافي السوري المادي واللامادي التي أطلقتها وزارة الثقافة على عدة مشاريع للتوثيق والرقمنة للمباني والقطع المتحفية والمخطّطات.
أحمد دالي مدير المباني الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف أوضح لـ”البعث” أنه بالنسبة للتراث المادي فهناك مبانٍ وشرائح مبنية وتلال، إضافة للقطع الأثرية المتحفية يتمّ العمل على توثيقها، لافتاً إلى أن نطاق عمل المديرية يتضمّن توثيق المباني والشرائح، وذلك من خلال تحويل الأرشيف الورقي إلى رقمي يتضمن صوراً ومخططات ونصوصاً كتابية، في حين يتمّ التعاون مع مديرية التنقيب بخصوص التلال كونها المسؤولة مباشرة عنها، وتقوم أيضاً بأعمال التوثيق فيها. أما القطع المتحفية فهي من اختصاص شؤون المتاحف بالتعاون مع مديرية التنقيب، منوهاً بأن العمل بالتوثيق ليس جديداً في مديرية الآثار ولكن يتمّ التركيز عليه بشكل كبير هذه الفترة وبخطوات سريعة وبدعم ومتابعة من وزيرة الثقافة.
وذكر دالي أنه يتمّ العمل أيضاً على التوثيق ثلاثي الأبعاد للمواقع الأثرية والمباني، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة من طائرات مسيرة وأجهزة مساحية وبرامج الرسم الهندسي وتصحيح الصور ثلاثية الأبعاد، وقد تمّ إنجاز نحو 12 مشروع توثيق ثلاثي الأبعاد في عدد من المحافظات. كما بيّن أنه يتمّ العمل حالياً أيضاً على الخارطة الرقمية لكافة المواقع الأثرية في مديرية التنقيب باستخدام برنامج GIS وربط أرشيف الصور والتقارير والمنشورات العلمية لكل موقع أثري ضمن أطلس المواقع الأثرية، حيث تمّ إنجاز البعض منها وسيتمّ إطلاقها فور إنجازها بشكل كامل لكل المواقع الأثرية.
مدير المباني أشار إلى أنه يتمّ تحويل السجلات المتحفية الورقية إلى رقمية، وتمّ رقمنة كافة قرارات ومخططات التسجيل الأثري سابقاً في مديرية المباني وتتمّ المتابعة في تحويل الوثائق الأخرى في الأضابير لصيغ رقمية، منوهاً بأنه يتمّ تحويل نحو 10000 وثيقة سنوياً، كما يتمّ سنوياً إنتاج مخططات لم تكن موجودة سابقاً لنحو 50 مبنى، ولكن هذا العمل يحتاج إلى تدقيق وتوحيد الرموز والمصطلحات الهندسية والمعمارية، الأمر الذي يستغرق المزيد من الوقت، إضافة لجمع كافة الوثائق المتعلقة بالمبنى للوصول إلى ما نسميه الإضبارة الرقمية التي يمكن تصديرها لقاعدة البيانات وحفظها ضمنها.
وأشار مدير المباني إلى أنه تمّ توثيق أضرار أغلب المباني والمواقع الأثرية التي تعرّضت للدمار أو التخريب خلال الحرب من خلال أعمال ميدانية واستمارات توثيق ويتمّ الاعتماد عليها في أعمال الترميم والتأهيل المقترحة، مبيناً أن العمل بالتوثيق مهمّ جداً إلا أنه يحتاج جهداً كبيراً وخبرات ويتطلّب تضافر الجهود والتعاون بين كافة المؤسسات ذات الصلة تلافياً لتكرار العمل وهدر الوقت، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة ترحب بكافة الجهات التي ترغب بالتعاون في هذا المجال، بل وتحثها عليه لأنه جزء من الواجب الوطني في الحفاظ على تراثنا المادي واللامادي.